في العالم العجيب والغني بالأسرار الفلكية، تبرز كوكبٌ جديد يُعرف باسم “GJ 9827 b” كواحد من الكواكب السوبر الأرضية المذهلة والتي تثير فضول علماء الفلك والباحثين في ميدان الفضاء. يتميز هذا الكوكب بخصائص فريدة تجعله جزءًا لافتًا في المجموعة الكونية المتنوعة.
يتواجد كوكب GJ 9827 b على بعد حوالي 97 سنة ضوئية من الأرض، ما يعني أن رحلتنا المكوكية إليه تأخذنا في رحلة عبر الزمكان والأبعاد اللامتناهية للكون. يتلألأ النجم المضيء GJ 9827 بشدة في السماء الفلكية بتألقه الفائق، إذ يبلغ معدل اللمعان الفلكي له حوالي 10.37 درجة.
تعتبر هذه الكوكبة من الأكوان الفلكية ذات النوع الفريد المعروف باسم “السوبر أرض”، حيث تتسم بكتلة فائقة تفوق كتلة كوكب الأرض بمعامل يبلغ 4.91 مرة، مما يعكس تأثيراً كبيراً للجاذبية على سطحها وظروفها البيئية المحتملة.
تأتي اكتشافات الكواكب في علم الفلك كأحد المفاجآت المثيرة، وفي عام 2017 تم الإعلان عن اكتشاف GJ 9827 b باستخدام طريقة العبور الفلكية (Transit)، حيث يتم رصد تغيّرات في السطوع النجمي عندما يمر الكوكب أمام النجم الأم، ما يتيح للعلماء تحليل خصائصه بدقة فائقة.
تُعد البيانات الفلكية المتاحة عن هذا الكوكب غنية بالتفاصيل، إذ يبلغ معامل قطره 1.577 مرة قطر الأرض، ويتمتع بمدار يبلغ 0.0188 وحدة فلكية مع فترة دوران حول نجمه تستغرق حوالي 0.003285421 سنة. يلاحظ أن التكوين الدوري للمدار لا يظهر أي تغيير في الشكل، إشارة إلى أن الكوكب يتمتع بانتظام متناهي الدقة في مساره حول نجمه.
رغم قربه الشديد من نجمه الأم، يظهر أن الكوكب لا يتمتع بأي تمدد مداري (Eccentricity)، ما يُشير إلى استقراره الفريد داخل نظامه الشمسي.
إن هذا الاكتشاف الفلكي الرائع يسلط الضوء على التقدم الهائل الذي أحرزه علم الفلك في فهم واستكشاف الكواكب خارج نظامنا الشمسي، مما يفتح أبواب الفهم لمفاهيم جديدة حول التشكيل الكوني والظروف التي قد تكون موجودة في أرجاء الكواكب البعيدة والمثيرة.