في إحدى ليالي الفضاء اللامتناهي، يتلألأ نجمٌ بريقًا هامسًا في سماء الكون، يُعرف باسم “GJ 3473″، والذي يتواجد على بُعدٍ يقدر بحوالى 89.0 سنة ضوئية من كوكب الأرض. يتسم هذا النجم بلمعانه الذي يصل إلى 13.74 درجة، مما يجعله يندرج ضمن فئة النجوم ذات البريق المعتدل.
وفي هذا الفضاء الساحر، يكمن سر كوكبٍ غامض يحمل اسم “GJ 3473 b”. يتميز هذا الكوكب بكونه من نوع “Super Earth”، حيث يكون كتلته تعادل 1.86 مرة كتلة الأرض. وإذا كانت الأرض هي المعيار، فإن نصف قطره يزيد بنسبة 26.4٪ ليبلغ 1.264 مرة نصف قطر الأرض. إنه عالم مليء بالغموض والإثارة، يتميز ببعد دورانه عن النجم الأم “GJ 3473” بحوالى 0.01589 وحدة فلكية. وبفضل هذا البُعد الفلكي، يستغرق الكوكب فقط 0.003285421 سنة لاكتمال دورته حول نجمه الأم.
رغم أن هذا العالم الساحر يدور حول نجمه بسرعة ويتميز بتراكم كتلة إضافية تعادل 1.86 مرة كتلة الأرض، إلا أنه يظل مميزًا بشكله الفريد وخصائصه الفلكية الملفتة. وكل ذلك تم اكتشافه في عام 2020، عندما كان العلماء يحدقون في أعماق الفضاء بحثًا عن أسرار الكواكب البعيدة.
وقد تم الكشف عن هذا الكوكب المثير باستخدام أسلوب الكشف عن العبور (Transit)، حيث يتم رصد انخفاض طفيف في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق يسمح للعلماء بالكشف عن وجود الكواكب وتحديد بعض من خصائصها من خلال دراستها أثناء عبورها أمام نجمها الأم.
إن كوكب “GJ 3473 b” يعتبر إضافة قيمة لدراسة الكواكب الخارجية، حيث يمكن أن يفتح النقاب عن أسرار جديدة حول تطور الكواكب وتكوينها في أنحاء الكون الواسع. إنه عالم مثير يلهم العلماء والباحثين على حد سواء، ويعزز فهمنا للغموض اللامحدود للكون والكواكب التي تحوم في فلكه.