في إحدى أركان السماء اللامعة، تبرز نجمة تُدعى GJ 229 A، وفي رحاب هذا النجم يكمن عالم فلكي مثير للاهتمام حيث تم اكتشاف كوكب يُدعى GJ 229 A c في عام 2020. يتميز هذا الكوكب بخصائص فلكية فريدة، تجعله محط أنظار العلماء وعشاق الفضاء.
بدايةً، يتبارى GJ 229 A c في بُعد فلكي يصل إلى 19.0 سنة ضوئية عن الأرض، ما يضفي على رحلته الفضائية طابعًا من البُعد والغموض. يظهر النجم الأم، GJ 229 A، بتوهُّج يبلغ 8.15 درجة، مما يجعله مرئيًا بوضوح للعديد من المراصد الفلكية على وجه الأرض.
الكوكب GJ 229 A c يُصنف ككوكب من نوع “نبتوني”، ما يعني أنه يشترك في صفات الكواكب العميقة الجليدية مثل كوكب نبتون في المجموعة الشمسية. يتميز GJ 229 A c بكتلة تعادل 8.57613 مرة كتلة الأرض، وهو معلم فلكي يجسد التنوع الرائع للكواكب خارج نظامنا الشمسي.
أما عن قياسات الأبعاد، فيبلغ نصف قطر GJ 229 A c 0.256 قطر جوبيتر، مما يضفي عليه شكلاً مميزًا. ولا يقتصر التميز على الأبعاد فقط، بل يتعداه إلى المدار أيضًا. حيث يدور الكوكب حول نجمه الأم بمسافة تبلغ 0.384214 وحدة فلكية، ويحقق دورة كاملة حول النجم في زمن قدره 0.33374402 سنة.
إحدى الجوانب الملفتة للاهتمام هي الشكل البيضاوي لمدار GJ 229 A c، حيث يظهر معامل التمدد (eccentricity) بنسبة 0.37، مما يجسد التفاعلات الديناميكية الرائعة في هذا النظام الفلكي.
وكان للطريقة الشمسية الراديالية للكشف تأثير كبير في اكتشاف هذا العالم البعيد، حيث تم قياس تأثير حركة النجم الأم نتيجة جاذبية الكوكب الكبير المحيط به. تلك التقنية المتقدمة أسهمت في فتح أفق جديد لفهمنا للعوالم الغريبة خارج نطاق نظامنا الشمسي.
في الختام، يظهر GJ 229 A c ككوكب فريد بخصائصه الفلكية المميزة، ويسهم في إثراء فهمنا لتنوع الكواكب خارج النظام الشمسي، ما يجعله جزءًا مثيرًا وملهمًا في رحلتنا البحثية نحو أسرار الفضاء اللامتناهي.