في إحدى الزوايا البعيدة من السماء، تبرز نجمة صغيرة وباهرة تُعرف بـ “GJ 1265″، والتي تقدم لنا رحلة فريدة نحو اكتشافات الكواكب خارج نظامنا الشمسي. من بين هذه الكواكب، تبرز “GJ 1265 b” ككوكب ذو طابع فلكي مميز، حيث يندرج ضمن فئة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون.
تم اكتشاف هذا الكوكب البعيد في عام 2018، وتميز بخصائص فريدة تجعله جسمًا فلكيًا مثيرًا للاهتمام. يتميز GJ 1265 b بكتلة تعادل 7.4 مرات تلك الخاصة بكوكب الأرض، مما يجعله كتلة فائقة الكثافة، وتلك الكتلة الإضافية تلقي بظلالها على تأثيرات الجاذبية والديناميات الفلكية لهذا العالم الغامض.
أما بالنسبة لقطره، فيظهر GJ 1265 b بأبعاد فلكية مصغرة تعادل 0.234 من قطر المشتري، مما يجعله يندرج في فئة الكواكب الضخمة والمكتنزة. يثير هذا الاختلاف الكبير في الأبعاد استفسارات حول تأثيرات الجاذبية والظروف البيئية على سطح هذا الكوكب البعيد.
تتألق GJ 1265 في سماء ليله بمعدل ضياء نجمي يصل إلى 14.01، مما يجعله ضوءًا خافتًا بالمقارنة مع النجوم اللامعة الأخرى في السماء. يعزى هذا اللمعان الخافت إلى البُعد الكبير الذي يفصلنا عن هذا النظام النجمي البعيد، مما يجعله تحفة فلكية تتحدى مهندسي الفضاء والباحثين لاستكشافها بعمق.
تحيط GJ 1265 b بنفحات جوية مميزة، حيث تظهر تشابهًا لافتًا مع الكواكب العميقة في نظامنا الشمسي. مع انعدام القدرة على الرصد المباشر، اعتماداً على أساليب الكشف الطيفي يكشف عن معلومات حول تكوين الغلاف الجوي، وقد تكون هذه المعلومات المستمدة من الطيف الضوئي فاتحة لأفق الفهم حول تكوين الكواكب البعيدة وخصائصها الكيميائية.
يتحرك GJ 1265 b حول نجمه الأم، GJ 1265، على مدار مغلق بلطف عند مسافة تبلغ 0.026 وحدة فلكية. يستغرق هذا الكوكب الغامض حوالي 0.010130048 سنة لاكتمال دورته حول النجم، ويظهر للمراقبين على الأرض كحركة دورية متناغمة وساحرة في سماء الليل.
تم اكتشاف GJ 1265 b باستخدام أسلوب كشف السرعة الشعاعية، حيث تم قياس الاضطرابات الدقيقة في حركة النجم GJ 1265 نتيجةً لجاذبية هذا الكوكب البعيد. تلك الأساليب المتطورة لا تقدم فقط فهمًا أعمق حول الكواكب البعيدة، ولكنها تفتح أيضًا أفقًا جديدًا لاستكشاف الأنظمة النجمية والكواكب المتنوعة في الكون اللامتناهي.