في العمق السحيق للكون، تبرز لنا ألغاز فلكية تتجلى في وجود كواكب خارج مجموعتنا الشمسية، ومن بين هذه الكواكب البعيدة تظهر لنا 2MASS J19383260+4603591 b، إحدى العمالقة الغازية الغامضة التي تعيش في أوج اللامنطقية الكونية.
تعتبر 2MASS J19383260+4603591 b من فصيلة العمالقة الغازية، حيث تكمن في بعد يبلغ حوالي 1293.0 سنة ضوئية عنا. تأتي هذه الكوكبة البارزة بسمة “2MASS” كتسمية تشير إلى المسح الفلكي الثنائي للكواكب باستخدام مرصد تو ميكرومتر السماوي.
تظهر لنا الكوكبة بلمعان غير مألوف بقيمة ضياء نجمي تصل إلى 12.651 وحدة، وهي قيمة تكشف عن جودة تلك الأضواء الكونية المتلألئة في سماء الليل.
ما يميز هذا العملاق الغازي هو اكتشافه في عام 2015، وهو اكتشاف يعتبر حدثاً تاريخياً في مجال الفلك. تم رصد هذا الكوكب البارز باستخدام أساليب تقنية حديثة، حيث تم استخدام “طريقة توقيت الكسوف” للكشف عن تداولات وتغيرات في التوقيت الناتجة عن تأثير الجاذبية الهائلة للكوكب نفسه.
وإذا كنا نلقي نظرة على الخصائص الفيزيائية لهذا العملاق، نجد أن كتلته تضاهي 1.9 مرة كتلة المشتري، العملاق الغازي في مجموعتنا الشمسية. ومع قطر يبلغ 1.2 مرة قطر المشتري، يبرز هذا الكوكب بأبعاد فلكية تتسم بالغموض والتفرد.
تتداول هذه العملاقة الغازية في فلكها الخاص، حيث يبلغ نصف قطر المدار حوالي 0.92 وحدة فلكية، وتستغرق فترة دورانها حول نجمها حوالي 1.1115674 يومًا، إضافة إلى أنها تتميز بتباين في مدارها بلغت 0.33، ما يجعلها تحمل بصمات تفردها في عالم الكواكب البعيدة.
تكشف لنا طريقة اكتشافها، وهي “طريقة توقيت الكسوف”، عن تطور التكنولوجيا الحديثة في استكشاف الكواكب البعيدة، حيث يُمكن للعلماء تحديد وجود الكواكب وخصائصها من خلال مراقبة تأثيرها على توقيت حدوث الكسوف، ما يعزز من قدرتنا على استكشاف أعماق الفضاء وفهم أسراره.
إن 2MASS J19383260+4603591 b تكمن ككوكب غامض وفريد في سماء الليل، تحمل معها ألغازًا وأسرارًا قد تستمر البشرية في كشفها وفهمها في رحلتها اللانهائية في عالم الكواكب والفضاء.