في العام 2016، اكتشف العلماء كوكبًا جديدًا يحمل اسم “كيبلر-529 ب”. يقع هذا الكوكب البعيد عنا بمسافة تقدر بحوالي 2606.0 سنة ضوئية، وهو جزء من النظام الشمسي البعيد الذي يلقب بالكواكب الفائقة الأرضية. يتميز كيبلر-529 ببعض الخصائص المثيرة التي تجعله فريدًا في عالم الفضاء.
يظهر الكوكب بلمعان نجمي يبلغ 13.779 درجة، مما يجعله ضعيف اللمعان ويعكس على طبيعته الخافتة في السماء الليلية. ورغم هذا اللمعان المحدود، إلا أن جاذبيته الفائقة الأرضية تجعله مثيرًا للاهتمام للعلماء والباحثين في علم الفلك.
يتمتع كيبلر-529 بخصائص فريدة تكمن في نوعه الكوكبي، حيث يُصنف ككوكب فائق الأرض، وهو تصنيف يشير إلى أن حجمه وكتلته تفوق إلى حد ما تلك الخصائص في الأرض. بالتحديد، يبلغ معامل الكتلة لكيبلر-529 حوالي 4.12 مرة كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا فائقًا يثير الفضول.
وفيما يتعلق بأبعاده، يتمتع كيبلر-529 بشكل كروي بنسبة 1.86 مرة أكبر من شكل الأرض. هذا يعكس على طبيعته الضخمة ويبرز اختلافه عن الكواكب التقليدية. تلك الأبعاد الكبيرة تضفي على هذا العالم البعيد سحرًا فريدًا يستحق الدراسة العميقة.
فيما يخص حركته حول نجمه الأم، يتوسط كيبلر-529 المسافة بينهما بنسبة 0.0309، ويستغرق فقط حوالي 0.0054757018 يوم ليكمل دورته الشمسية. هذا يشير إلى أنه ينتقل بسرعة كبيرة حول نجمه، مما يضفي على حياته الفلكية إيقاعًا فريدًا.
من الجدير بالذكر أن كيبلر-529 تم اكتشافه باستخدام طريقة العبور الكوني، حيث يتم رصد تأثير مرور الكوكب أمام نجمه الأم، مما يؤدي إلى تغيير طفيف في اللمعان يمكن قياسه واستخدامه لتحديد معلومات حول الكوكب نفسه.
وبهذا يكتسب كيبلر-529 مكانة مميزة في سماء الفضاء، حيث يقدم للعلماء فرصة فريدة لفهم أسرار هذا العالم البعيد وكيف يتفاعل مع بيئته الفلكية. يعزز اكتشاف كيبلر-529 إشارات جديدة لفهم تنوع العوالم خارج نظامنا الشمسي ويفتح الباب أمام استكشاف المزيد من أسرار الكواكب البعيدة والمثيرة في الكون اللامتناهي.