في إحدى الزوايا البعيدة من الكون، تتلألأ نجمة تُعرف باسم “كيبلر-500”. تعد هذه النجمة واحدة من الأجسام الفلكية البعيدة التي تستحوذ على اهتمام علماء الفلك والمستكشفين الفضائيين على حد سواء. يتساءل الباحثون والمهتمون بأسرار الكون عن العوالم التي قد تكون موجودة حول هذا النجم، ومن بين هذه العوالم تبرز كوكبٌ غامض يُعرف بـ “كيبلر-500 ب”.
تم اكتشاف كوكب كيبلر-500 ب في عام 2016، وكان اكتشافه ذا أهمية خاصة في فهم العوالم النيبتونية المشابهة. يتميز الكوكب بمسافة فضائية تبلغ حوالي 2634.0 سنة ضوئية عنا، مما يجعله عضوًا بارزًا في نظام كيبلر-500. يظهر الكوكب بوضوح بفضل توهجه النجمي الذي يتلألأ بقوة، ويبلغ معدل السطوع النجمي حوالي 14.324 وحدة نجمية.
تتميز الخصائص الفيزيائية لكوكب كيبلر-500 ب بتشابهها البارز مع الكواكب من نوع “نبتونية”. يبلغ الكوكب ضعف كتلة الأرض، حيث يصل معامل كتلته إلى 7.18 مرة كتلة الأرض، مما يمنحه هيكلًا فريدًا وخصائص تميزه عن الكواكب الأخرى. كما يُلاحظ أن قطر الكوكب يعادل 0.23 قطرًا لكوكب المشتري، مما يبرز حجمه النسبي الصغير في النظام الشمسي الخاص به.
يحمل كوكب كيبلر-500 ب سجلاً زمنيًا فائق السرعة، حيث يتأرجح حول نجمه الأم بمعدل مدهش. يُلاحظ أن الكوكب يقوم بدورة كاملة حول نجمه في زمن قدره 0.023271732 يوم، مما يظهر سرعته الفائقة في التنقل على مداره. وبالرغم من تلك السرعة، يبدو أن الكوكب يتمتع بحركة دائرية دقيقة، حيث يُلاحظ أن الشذوذ في مداره يتجاوز الصفر.
وفي سياق الاكتشافات الفلكية، تم رصد كوكب كيبلر-500 ب باستخدام أسلوب الكشف عن العبور، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم ويتسبب في تغيير مؤقت في سطوعه، مما يسهل اكتشافه عن بُعد. يشير هذا الأسلوب الفعّال إلى أن التكنولوجيا الحديثة تلعب دورًا هامًا في استكشاف أسرار الكواكب البعيدة والتعرف على تكوينها وخصائصها.
في الختام، يظهر كوكب كيبلر-500 ب كجسم فلكي فريد يستحوذ على اهتمام علماء الفلك، ويمثل إضافة مهمة لفهمنا للكواكب النيبتونية الشبيهة. تتيح لنا تلك الاكتشافات نظرة أعمق إلى أسرار الكون، وتفتح أبواب التساؤلات حول الحياة الممكنة في أماكن لا نعرفها بعد.