في سماء الفضاء البعيد، تتلألأ نجمة صغيرة باسم كيبلر-198، تحمل في طياتها أسراراً لا تعد ولا تحصى عن كوكبها المثير، كيبلر-198 بي. هذا الكوكب، الذي ينتمي إلى عائلة الكواكب العملاقة من نوع نبتوني، يقع على بعد يبلغ 1616 وحدة فلكية من الأرض، ما يجعله جارًا بعيدًا في عرض الكون.
لتحديد مدى سطوع هذا النجم في سماء الليل، يظهر بقوة بلمعان يبلغ 13.684 درجة. إن وجود كوكب خارج نظامنا الشمسي يعزز من فهمنا لتنوع الكواكب وأنظمتها المختلفة، وهذا الكوكب ينتمي إلى الفئة الشبيهة بكوكب نبتون.
تم اكتشاف كيبلر-198 ب في عام 2014، حيث كان باحثون مختصين يحملون في عقولهم حمولة من الفضول والتحديات العلمية. وبفضل استخدام أساليب الكشف الحديثة، تم رصد هذا الكوكب عندما عبر وجه نجمه الأم بيننا وبينه، ما أدى إلى تقنية الاكتشاف المعروفة باسم العبور الكوني.
أما عن خصائص كيبلر-198 ب، فيظهر الكوكب بأبعاد هائلة تجعله يتفوق على كواكب المجموعة الشمسية. إذ يعبر كتلة هذا العملاق الغازي عتبة 8.35 مرة أكبر من كتلة الأرض، مما يجعله يحمل عبءاً ثقيلاً لا يُستهان به في هذا الكون الواسع. وعلى الرغم من ذلك، فإن قطره الذي يبلغ 0.252 قطرًا جوبيتريًا يبرز بأهمية كبيرة، حيث يكشف عن هيكله الداخلي الفريد والغني بالتفاصيل.
يدور كيبلر-198 ب حول نجمه الأم على مدار يبلغ 0.131 وحدة فلكية، ويستغرق فقط 0.04873374 سنة لاكتمال دورته الشمسية. وبالرغم من أن مداره يظهر بشكل دائري تقريبًا، إلا أن عدم وجود تمدد في المدار (التباعد البيضاوي) يجسد جماليات النظام الكوني وتناغم الحركات السماوية.
عملية اكتشاف كيبلر-198 ب تمت بواسطة طريقة العبور الكوني، حيث تم استخدام التقنيات المتطورة لرصد تغيرات في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب يفتح الأبواب أمام العلماء لاستكشاف العوالم البعيدة وفهم تكوين الكواكب وتطورها.
في النهاية، يظهر كيبلر-198 ب كلوحة فنية فريدة من نوعها في لوحة الكون، حيث تتجسد فيها جماليات الطبيعة وتنوع الكواكب. وهذا الاكتشاف يمثل إضافة قيمة إلى رصيد الإنسان في استكشافاته للفضاء، فإننا نستمر في فهم واستكشاف أسرار السماء وما وراءها بشكل لا يعد ولا يحصى.