في الأعماق البعيدة للفضاء، حيث تتلاقى ألسنة الظلام وأضواء النجوم، نجد عالمًا فلكيًا ساحرًا يحمل اسم “كيبلر-1869 b”. يعتبر هذا الكوكب البعيد جزءًا من عائلة الكواكب الضخمة والمثيرة التي تدور حول نجومها الساطعة، ويعتبر واحدًا من أعظم اكتشافات الفلك في العام 2021.
يُعتبر كوكب “كيبلر-1869 b” من نوع “سوبر إيرث”، ما يعني أنه يمتلك خصائص تجعله يبرز بين الكواكب الأخرى بميزاته الفريدة. تتسم هذه العملاقة الفضائية بكتلة تزيد عن كتلة الأرض بنسبة 46%، مما يمنحها وزنًا استثنائيًا يلفت الأنظار إلى غمرتها السماوية. ولكن لا تقتصر التفرد على الكتلة وحدها، بل يمتد ذلك أيضًا إلى قطرها، حيث يظهر أنه يزيد بنسبة 12% مقارنة بقطر الأرض.
على بُعد يصل إلى 369.0 سنة ضوئية منا، يبرز كوكب “كيبلر-1869 b” في سماء الليل كنجمة باهرة بتألقها الذي يبلغ 10.31 من المقدرة الشمسية. هذا اللمعان الفاتن يجسد جمال الفضاء ويجعلها واحدة من النجوم المحط انتباه المفكرين في علم الفلك.
يستمد هذا الكوكب الرائع حياته في نظامه الشمسي الخاص، حيث يدور حول نجمه المضيء بنفس الدقة والإتقان الذي يرقص به فنان على المسرح. يحيك كوكب “كيبلر-1869 b” دوامته السحرية بمسافة تبلغ 0.0791 وحدة فلكية، ويستغرق 0.022450376 سنة ليكمل دورته حول نجمه. ورغم عدم تحدبب مداره بشكل كبير، حيث يظهر بأنه ذا بيضاوي مستدير الشكل، فإن الكواكب الأخرى في هذا النظام الشمسي البعيد لا تقاوم سحرها.
في رحلة استكشاف هذا العالم الفضائي، تم اكتشاف “كيبلر-1869 b” باستخدام طريقة العبور أثناء المراقبة، حيث تعتمد هذه التقنية على تلاشي الضوء عندما يعبر الكوكب أمام نجمه، وهو ما يتيح للعلماء الكشف عن وجوده وخصائصه. هذا الاكتشاف الرائع أضاف بُعدًا جديدًا إلى خارطة الكواكب البعيدة وفتح أفقًا جديدًا لفهمنا لعجائب الفضاء.
في جمالها الفائق وتميزها الفلكي، تظل “كيبلر-1869 b” رمزًا للعظمة الكونية، حيث تشكل حلقة من حلقات اللانهاية التي تتداخل فيها الأسرار والألغاز الكونية، مما يشد انتباه العلماء والرواد إلى أعماق الفضاء اللامتناهي.