في أعماق السماء، تأخذنا رحلة الاستكشاف الفضائي إلى أبعد نقاط الكون، حيث تتجلى أسرار الكواكب والفضاء بأبعادها اللامتناهية. واحدة من هذه الكواكب الساحرة التي تعانق اللانهاية السماوية هي “كيبلر-1858 ب”.
تتميز كيبلر-1858 ب بأبعاد فلكية تلفت الأنظار، إذ تبعد عنا بمسافة تصل إلى 2717 وحدة فلكية. يتلألأ نجمها الأم بلمعان يصل إلى 15.959 درجة حسب المقياس الظاهري، مما يجعلها نجمًا يعبق بالغموض والجاذبية في سماء الليل.
تتبوأ كيبلر-1858 ب صفة كوكب من نوع “نبتوني”، حيث تتشابه خصائصها إلى حد كبير مع تلك التي نعرفها عن كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. اكتشفت هذه الكوكب الرائعة في عام 2021، مما أضاف لسجلات الفلك تحفة جديدة تنضم إلى عرين الاستكشاف الفضائي.
تتميز كيبلر-1858 ب بكتلة مدهشة تعادل 6.44 مرة كتلة الأرض، مما يجعلها إحدى الكواكب ذات الكتلة الكبيرة والتي تستحق اهتمام علماء الفلك والفضاء. وبالنظر إلى قطرها، الذي يعادل 0.216 قطراً لكوكب المشتري، تظهر كيبلر-1858 ب بشكل ملفت للنظر ومليء بالغموض الفلكي.
تدور هذه الكوكبة الفاتنة في مدار حول نجمها الأم على بعد يبلغ 0.3575 وحدة فلكية، ويستغرق دورانها حوالي 0.24120465 عاماً. رغم أنها تحمل قلباً ثابتاً في مدارها، إلا أنها تتميز بانحراف قليل في شكلها المداري، حيث يبلغ الاستدارة 0.0. يعد هذا الاكتشاف استثنائياً ومدهشاً، حيث يتيح لنا فهمًا أعمق حول تشكل الكواكب وتطورها في أنحاء الكون.
تم اكتشاف كيبلر-1858 ب باستخدام طريقة العبور (Transit)، وهي تقنية تستند إلى رصد تأثير عبور الكوكب أمام نجمه الأم. هذا الأسلوب الدقيق يفتح أمامنا نافذة فريدة لدراسة تفاصيل تكوين الكواكب وخصائصها بشكل أفضل.
إن كيبلر-1858 ب تشكل محطة متقدمة للبحث والاستكشاف الفضائي، حيث تمزج بين جاذبية الغموض الكوني والتفاصيل الدقيقة لبنية الكواكب. وبهذا الاكتشاف، يتم توسيع آفاق فهمنا للكون، وتتسع دائرة الألغاز التي نسعى لحلها في رحلتنا المستمرة إلى أعماق الفضاء.