في إحدى المغامرات الفضائية الحديثة، اكتشف العلماء كوكبًا جديدًا مثيرًا يتوسط السماء اللامتناهية، يُعرف الآن بإسم “كيبلر-1792 b”. يمثل هذا الكوكب إحدى الألغاز المثيرة في عالم الفضاء، فقد كُشِفَ عنه بواسطة تقنية العبور أو الترانزيت في عام 2021، وهو اكتشاف يضيف لرصيدنا المعرفي حول الكواكب البعيدة.
تبلغ المسافة التي تفصل بين الأرض وكوكب كيبلر-1792 b حوالي 1961.0 سنة ضوئية، مما يجعله واحدًا من تلك الأجرام السماوية البعيدة التي تتخطى حدود نظامنا الشمسي. يتميز هذا الكوكب بلمعانه الفائق الخافت، حيث يبلغ معدل اللمعان النجمي 15.566، ما يضفي عليه طابعًا غامضًا يثير فضول الباحثين.
من الناحية الفيزيائية، يظهر كيبلر-1792 b ككوكب من نوع “نبتوني مشابه”، ما يعني أن خصائصه يمكن أن تكون مشابهة لتلك التي نجدها في كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. إلا أن هذا الكوكب يخفي ألغازًا إضافية تتعلق بتكوينه وتركيبه الكيميائي، والتي قد تسلط الضوء على عمليات التشكيل الكوني.
بالنظر إلى الأبعاد الفلكية، يتسم كيبلر-1792 b بمعامل كتلة يبلغ 6.89 مرات مقارنة بالأرض، مما يجسد قوة الجاذبية والشدة الكبيرة على سطحه. ويبلغ معامل الشعاع 0.225 بالمقارنة مع الزهرة، مما يجعله يندرج في فئة الكواكب الضخمة. كما يبلغ النصف القطري للكوكب نسبة 0.225 من نصف القطر الشمسي لكوكب المشتري.
تظهر مدارات كواكب النظام الشمسي الخارجي غالبًا بأشكال غير تقليدية، وكيبلر-1792 b ليس استثناءً. يتداول هذا الكوكب حول نجمه الأم بمسافة تبلغ 0.0488 وحدة فلكية، ويستغرق حوالي 0.011498973 سنة لاكتمال دورته الشمسية. يُلاحظ أن الكوكب يتميز بانحراف دورانه عن الشكل الدائري، حيث يتجه نحو التماثل مع مساره حول النجم الأم.
تجسد طريقة الكشف عن كيبلر-1792 b استخدام تقنية العبور أو الترانزيت، حيث يتم رصد التغيرات في اللمعان النجمي عندما يمر الكوكب أمام نجمه الأم. يعتبر هذا الأسلوب وسيلة حساسة وفعالة لاكتشاف الكواكب البعيدة، ويساهم في توسيع أفق البحث عن عوالم جديدة في الفضاء اللامتناهي.
في الختام، يُعد اكتشاف كوكب كيبلر-1792 b إضافة مثيرة للمعرفة الفلكية، حيث يقدم للعلماء فرصة جديدة لفهم تنوع الكواكب خارج نظامنا الشمسي. يترك هذا الكوكب وراءه الكثير من التساؤلات التي قد تحمل مفاتيح أسرار الكون وأصل الحياة.