في أعماق السماء وعلى بُعد يصل إلى 2738 سنة ضوئية منا، تتألق نجمٌ لامع يحمل اسم “كيبلر-851”. وفي هذا الفضاء البعيد، يكمن عالم مليء بالغموض والإثارة، حيث تم اكتشاف كوكب فائق يُعرف بـ “كيبلر-851 b”.
تأتي هذه الكوكبة الفضائية في فئة الأرض الفائقة، حيث يُعرف بأنه “سوبر إيرث”، ما يعني أنه يتمتع بخصائص تجعله يتفوق على كوكبنا الأم الأرض بعدة جوانب. ورغم بُعده الكبير، يظهر النجم الذي يضيء لنا بتألقه بقوة معتدلة، حيث يُقدر تألقه النجمي بحوالي 15.172 درجة.
تم اكتشاف هذا العالم الساحر في عام 2016، عندما كانت أعين العلماء تتجه نحو أفق الفضاء بحثًا عن ألغاز جديدة. يأتي كوكب “كيبلر-851 b” بوزن يُقدر بـ 3.46 مرة من وزن الأرض، مما يجعله يتمتع بكتلة ملحوظة تختلف عن الكواكب الأرضية العادية. ولكن الإثارة لا تتوقف هنا، إذ يتميز بشكله الفريد، حيث يكون نصف قطره 1.68 مرة أكبر من نصف قطر الأرض.
يدور هذا الكوكب الرائع حول نجمه الأم “كيبلر-851” على بُعد يُقدر بحوالي 0.0802 وحدة فلكية، ويستغرق فقط 0.023271732 يومًا لاكتمال دورته الفلكية. يتميز بتدرج دورانه الدائم، حيث يتحرك بمدار مستقر وبدون تشوهات في المسار، حينئذٍ تظهر لنا أمام العيون البشرية تلك اللحظات المميزة لعبوره أمام نجمه الأم، وهو ما سمح للعلماء بالكشف عنه باستخدام طريقة العبور أو “Transit”.
وفي هذا الفضاء البعيد، يثير الكوكب “كيبلر-851 b” فضول العلماء والباحثين، حيث يتيح لهم فرصة فريدة لاستكشاف أسرار الكواكب البعيدة والتعمق في أسرار الكون. إن هذا الاكتشاف يمثل إضافة قيمة لتوسيع آفاق فهمنا للكواكب الفائقة وتنوعها، ويفتح الباب أمام المزيد من التساؤلات حول الحياة خارج حدود كوكبنا الأزرق.