في إحدى لحظات الإكتشاف الباهرة لعام 2018، تم الكشف عن عالم جديد يُدعى KMT-2016-BLG-0212L b، وهو عالم غازي يتميز بخصائص فريدة ومذهلة في فضاء الكواكب البعيدة. يقع هذا العالم السماوي على بعد ضخم يبلغ 20551.0 سنة ضوئية من الأرض، ورغم بعده الشاسع، فإنه يلقى الضوء على جمال وتعقيد الكون.
باعتباره عالماً غازياً، يتميز KMT-2016-BLG-0212L b بكتلة استثنائية مضاعفة تبلغ 18 مرة كتلة المشتري، مما يضفي عليه وزناً فلكياً هائلاً وجاذبية فائقة. إن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على تنوع الكواكب خارج نظامنا الشمسي وعلى التكوينات الفريدة التي تظهر في أرجاء الكون اللامتناهي.
تعتبر السطوح الغازية للعالم KMT-2016-BLG-0212L b موضوعًا للاهتمام الشديد، حيث يمتاز بقطر يبلغ 1.08 مرة قطر المشتري. يعكس هذا التباين في الأحجام الكوكبية بين العوالم الغازية تنوعاً مثيراً، ويفتح أفقاً جديداً لفهم كيف تتشكل وتتطور هذه العوالم الغامضة.
تدور KMT-2016-BLG-0212L b حول نجمه الأم في مدار دائري بشكل مذهل، حيث يبلغ شعاع مداره 2.2 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانه حوالي 4.7 سنة. يتميز مداره بعدم انحراف يذكر (بحيث يكون التمدد المداري قريبًا من الصفر، بل هو يقترب من المدار المستدير)، مما يشير إلى استقراره النسبي والتناغم في تحركه حول نجمه.
رغم أن عملية الكشف عن هذا العالم الرائع كانت بواسطة الطريقة الفلكية المعروفة باسم “التصغير الجاذبي”، فإن هذا الاكتشاف يبرز أهمية هذه الطريقة في الكشف عن الكواكب البعيدة بشكل مباشر. وبهذا يضيء الكون على طرق متعددة لاستكشافه وفهمه، وكل اكتشاف جديد يفتح أبوابًا لا نهائية من الألغاز والتساؤلات حول مناطق لا نهاية لها في الكون.