في إحدى الزوايا البعيدة للكون، تظهر لنا نجمة براقة باسم “NN Serpentis”. إنها نجمة ذات سطوع خافت، تتألق في سماء الليل كنقطة لامعة تروي قصة عظيمة عن أسرار الفضاء اللامتناهي. تقع هذه النجمة على بعد يبلغ 1683.0 سنة ضوء من الأرض، مما يعني أن الضوء الذي نراه اليوم قد أنطلق منها في الماضي البعيد.
تعد “NN Serpentis” نجمة ذات سطوع متوسط، إذ تبلغ قيمتها الظاهرية حوالي 16.943 مقياسًا للسطوع الشمسي. تجذب انتباهنا النجمة لتكشف لنا عن سر أحد الكواكب التي تدور حولها، كوكب عملاق غازي يعرف باسم “Gas Giant”. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2010، حيث أضاء الباحثون لأول مرة على هذا العالم الغامض الذي يدور في فلك “NN Serpentis”.
يتميز هذا الكوكب بخصائص فريدة تجعله مثيرًا للاهتمام في عالم الفلك. يبلغ كتلة هذا العملاق الغازي 2.3 مرة تلك الخاصة بكوكب المشتري في نظامنا الشمسي، مما يمنحه وزنًا فائق الثقل يختلف عن تلك التي نعرفها. يعكس الكوكب أيضًا تلك الفارقات في حجمه، حيث يكون نصف قطره 1.19 مرة أكبر من نصف قطر المشتري.
تدور هذه الكوكبة الفضائية حول نجمها الأم، “NN Serpentis”، على بعد يبلغ 3.43 وحدة فلكية. تستغرق فترة دورانه حول النجم حوالي 7.9 أيام، وتظهر تلك الدورة الدائرية للكوكب بشكل يثير الفضول والدهشة. يتميز نظام هذا الكوكب بتباين في مداره، حيث يتم تسجيل قيمة الانحراف المداري بنسبة 0.19، مما يجعله يبرز في سماء هذا الكون بطابع فريد.
تم اكتشاف هذا الكوكب المثير باستخدام أسلوب “Eclipse Timing Variations”، وهو الطريقة التي تعتمد على تحليل التغييرات في فترة الكسوف أثناء مرور الكوكب أمام نجمه الأم. هذا الاكتشاف الرائع يضيء عتمة الفضاء ويضفي جوًا من التشويق والسحر إلى دراسة الكواكب والنجوم في الكون.
إن هذا الكوكب الغامض ونجمه المشع “NN Serpentis” يشكلان نظامًا فلكيًا فريدًا، يأخذنا في رحلة مثيرة إلى أعماق الكون، حيث يظهر لنا جمال وتعقيد الظواهر الفلكية التي تستمر في إلهام الإنسان وتحفز فضوله حتى أبعد الحدود.