في أعماق السماء، تبرز نجمٌ مذهل يدعى إيوتا دراكونيس، ينبعث منه سحر لا يقاوم، حيث يقدم لنا هذا النظام النجمي ألغازاً مثيرة ومعلومات استثنائية تكشف عن جمال الكون وعجائبه. يقع النجم إيوتا دراكونيس على بعد 102.0 سنة ضوئية منا، ما يجعله يشكل جزءًا من اللوحة السماوية البديعة التي نتأملها في سماء الليل.
تتألق إيوتا دراكونيس بلمعان يبلغ 3.29668 درجة نجومية، مما يجعله ضيفًا مشرقًا في سماء الليل، يسطع كجوهرة لامعة تثير إعجاب المراقبين السماويين. ولكن هنا لا ينتهي سحر هذا النجم، بل يتجلى في أقماره الكوكبية.
من بين أقمار إيوتا دراكونيس، نتعرف على كوكب غازي عملاق يحمل لقب “العملاق الغازي”، والذي يندرج تحت تصنيف الكواكب العملاقة ذات الغلاف الغازي. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في سنة 2022، ما يضفي عليه طابع الجديد والمثير في عالم الفلك.
فيما يتعلق بالسمات الفيزيائية لهذا الكوكب، يتسم بكتلة هائلة تُقدر بنسبة 15.6 مرة مقارنة بكتلة المشتري، مما يجعله إحدى الكواكب العملاقة التي تستحوذ على اهتمام علماء الفلك والفضاء. كما يتميز بقطر يبلغ 1.09 مرة قطر المشتري، وهو معيار آخر يبرز بأناقة الطبيعة الفلكية لهذا العملاق.
تدور هذه الكوكبة الساحرة حول إيوتا دراكونيس على بعد يبلغ 19.4 وحدة فلكية، وتأخذ حوالي 68.5 يومًا لاستكمال دورتها الفلكية. تتميز مداره بتلاعب غريب في الانحراف المداري يصل إلى 0.46، مما يعزز الغموض الذي يحيط بهذا النظام الكوني.
عملية اكتشاف هذا الكوكب الساحر تمت باستخدام أسلوب كشف السرعة الشعاعية، حيث يتم قياس الحركة الراديالية للنجم الأم، ومن ثم يتم استنتاج وجود الكوكب عن طريق تأثير جاذبيته على الحركة الظاهرة للنجم.
إن إيوتا دراكونيس وكواكبه الرائعة تشكل جزءًا لا يتجزأ من اللغز الكبير الذي يجمع بين النجوم والكواكب في هذا الكون الواسع. إن اكتشافاتنا وتفاصيلنا حول هذا النظام النجمي تسلط الضوء على الجمال العميق والغموض الذي يحيط بعوالم الفضاء، مما يثري فهمنا لتلك الظواهر السماوية ويفتح أفقًا جديدًا أمام عقول العلماء والباحثين، الذين يسعون دومًا إلى استكشاف أعماق الكون وكنوزه الخفية.