في إحدى الزوايا البعيدة للكون، تتلألأ نجمة صغيرة تدعى MOA-2008-BLG-310L، وعلى بُعد يصل إلى حوالي 25117 سنة ضوء من الأرض. تشكل هذه النجمة نظامًا فلكيًا فريدًا ومثيرًا للاهتمام، حيث تم اكتشاف كوكب يدور حولها في عام 2009.
يظهر هذا الكوكب كشبيه بكوكب المشتري في النظام الشمسي، إذ يحمل صفات تشبه تلك التي نجدها في كواكب العملاق الغازية. يُعرف هذا الكوكب بنوع “نيبتوني المشابه”، وهو يشير إلى أنه يحمل صفات تشبه تلك التي يتميز بها كوكب نبتون في النظام الشمسي.
بالنظر إلى خصائصه، يبلغ كتلة هذا الكوكب مضاعف 23.4 مرة من كتلة الأرض، وهو يعتبر بالتالي من الكواكب الضخمة. قياسيًا، يُقارن ذلك بكتلة كوكب الأرض الذي نعتبره معيارًا لقياس الكتلة في النظام الشمسي.
تأتي قياسات الشعاع الخاصة بهذا الكوكب لتؤكد على ضخامته، حيث يكون نصف قطره يُضاعف 0.462 مرة من نصف قطر كوكب المشتري، وهو يدل على أن الكوكب يتمتع بحجم كبير وهيكل غازي مماثل لبعض العمالقة الغازية في النظام الشمسي.
تتداول الكوكب حول نجمه الأم MOA-2008-BLG-310L على مدار بعيد، إذ يبلغ شعاع المدار حوالي 1.1 وحدة فلكية، وفترة الدوران حول النجم تمتد لتبلغ 2.5 سنة. يتسم مداره بعدم وجود تمدد كبير في المدار، إذ يظهر أن الكوكب يسير على مدار دائري تقريبًا مع انحراف ضئيل.
تم اكتشاف هذا الكوكب باستخدام أسلوب العدسة الثقيلة الجاذبية، حيث تم استغلال تأثير الجاذبية للنجم لتضخيم الضوء القادم من خلفه، مما أدى إلى اكتشاف وجود الكوكب الضخم الذي يدور حوله.
هذا الاكتشاف يمثل إضافة مهمة إلى مجال علم الفلك، حيث يوفر فهمًا أعمق حول تشكل الكواكب وتنوعها في الكون. يعزز هذا النظام الفلكي فهمنا للظواهر الكونية ويفتح أبواب الاستكشاف لفهم أكبر حول تكوين وتطور الكواكب وأنظمةها في أنحاء الكون البعيد.