في سماء الليل الفسيحة، يبرز نجمٌ مذهل يحمل اسم “كابا أندروميدا بي”. يقع هذا النجم على بعد 163 سنة ضوئية من الأرض، مما يضفي عليه بعدًا سماويًا يعج بالألغاز والإثارة. إنه نجم ذو سطوع يبلغ 4.13791 درجة، ويتألق في سماء كوكبة أندروميدا، وهو يلفت الانتباه برغم البعد الذي يفصلنا عنه.
في عام 2012، كشفت أعين الباحثين عن وجود كوكب ضخم يدور حول هذا النجم، وأطلق عليه اسم “كابا أندروميدا بي”. يُعتبر هذا الكوكب الضخم من نوع العمالقة الغازية، حيث يتميز بكتلة فائقة الضخامة، حيث يعادل 13.616 ضعف كتلة المشتري. يتألق كابا أندروميدا بي بسطوع فريد في سماءه الفضائية، مما يجعله نقطة ساطعة تزين سماء كوكبته.
أما بالنسبة لحجمه، فيظهر أكبر قليلاً من المشتري، إذ يُقدر قطره بنسبة 1.1 مرة قطر المشتري. تتنوع الكواكب في الكون بأحجامها وأشكالها، ويبدو أن “كابا أندروميدا بي” يُضيء في هذا الجانب بشكل لافت.
يتحدد مسار هذا العملاق الغازي في مداره حول نجمه الأم، إذ يبلغ متوسط نصف قطر المدار حوالي 55 وحدة فلكية، ويستغرق الكوكب حوالي 253.1 يومًا لاستكمال دورته حول النجم. تعتبر هذه الفترة الزمنية نقطة من نقاط الفخر في دراسة الأجرام السماوية، حيث تمثل رقصة محكمة للكوكب حول نجمه، وكأنها سيمفونية فضائية تمتزج فيها الكواكب بإيقاع الكون.
يتميز “كابا أندروميدا بي” بخصائصه الفريدة، حيث تم اكتشافه باستخدام تقنية التصوير المباشر، وهي عملية تستند إلى قدرة الأجهزة الحديثة على تسجيل الضوء المباشر الخارج من النجوم. هذا الاكتشاف يعكس التقدم الهائل في مجال الرصد الفلكي، ويسهم في فهمنا لتكوين وتطور الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
في النهاية، يظهر “كابا أندروميدا بي” كلوحة فنية فضائية، تحمل في طياتها أسرار الكون وتفاصيل لامعة تثير فضول الباحثين والعاملين في مجال الفلك، فقدرته على إلهام العقول وتوسيع آفاق الفهم تجعله جوهرًا لا يمكن تجاهله في ملحمة الفضاء والكواكب.