“حوادث السفر في أمريكا الوسطى، تشياباس، ويوكاتان (المجلد الثاني)” عمل للكاتب جون لويد ستيفنز يعتبر من الأعمال التاريخية المهمة التي قدمت للعالم نظرة أولى على حضارة المايا. في عامي 1839 و 1841، خاض ستيفنز رحلتي استكشاف إلى المكسيك وأمريكا الوسطى، وجلب من خلالهما المعلومات الأولى والثابتة حول ثقافة الهنود المايا. تركز هذه السفريات على زيارته لنحو 50 مدينة مايا مدمرة، حيث قدم وصفاً مفصلاً لاستكشافاته في مدن مثل كوبان وبالينكي، وكذلك زياراته القصيرة لمواقع أخرى مثل كويريجوا وباتيناميت وأوتاتلان وغوغيتينانغو وأوكوسينغو وأوكسمال. يتميز ستيفنز في كتاباته بالدقة والحيوية، حيث استخدمت أعماله كدليل لاكتشاف مواقع مدمرة تم نسيانها حتى من قبل السكان المحليين.
بجانب كونه كتاباً عن الاكتشاف الأثري، فإن عمل ستيفنز يعتبر أيضاً كتاب سفر ممتازًا، حيث يصف رحلته عبر الجبال والأنهار والأدغال بطريقة تجعل القارئ يشعر بالمغامرة والتشويق. يروي تفاصيل الرحلة بعناية، بما في ذلك مخاطر السرقة والثورة والحمى والبعوض والحشرات الأكثر غرابة، وتظل روايته حية وممتعة. كما يتحدث عن محاولته لشراء موقع كوبان مقابل 50 دولاراً ببراعة تشبه ذكاء مارك توين، ووصفه لحياة الهنود – القرى البدائية على بعد أميال قليلة من الآثار، ومراسم الدفن، ومعالجة المرضى، والعادات، والتسلية، وما إلى ذلك – لا تفقد جاذبيتها.
تزيد رسوم فريدريك كاثرود الجاذبية من الكتاب بشكل كبير. رسوم دقيقة للغاية وواقعية تظهر مناظر عامة، وخططاً للمدن، وارتفاعات للقصور والمعابد، ونحت الهيروغليفية، ونقوش الجص، والتماثيل الطينية، وتفاصيل الداخلية.
باختصار، يُعتبر كتاب ستيفنز له مكانة رفيعة في تاريخ استكشاف المايا وثقافتهم، فضلاً عن أنه عمل أدبي وثقافي قيم يجذب القراء المهتمين بالرحلات والاثار والمغامرات.