الفيزيائي البلجيكي فرانسوا إنجلير (François Englert)، الذي ولد في مدينة إيتيربيك في بلجيكا في السادس من نوفمبر عام 1932، يعتبر واحداً من أبرز الشخصيات في ميدان الفيزياء الحديثة، وقد تم تكريمه بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2013م. يعتبر إنجلير واحداً من العلماء الذين قادوا التطورات النظرية الهامة في الفيزياء الحديثة، حيث حاز على الجائزة العظيمة هذه بالاشتراك مع الفيزيائي البريطاني بيتر هيغز (Peter Higgs)، عن اكتشافهما النظري لآلية تساهم في فهمنا لأصل كتلة الجسيمات الفرعية.
تعتمد أهمية اكتشاف إنجلير وهيغز على النظرية التي وضعوها، والتي تنص على وجود جسيم يعرف بـ “البوزون هيغز” أو بما يُعرف أيضًا بـ “جسيم هيغز”، وهو جزء أساسي في نموذج البوزون الكهروضعي (Electroweak) في الفيزياء النظرية. ويُعتقد أن هذا الجسيم هو الذي يمنح الجسيمات الأخرى كتلتها، وهو ما يشكل جزءًا أساسيًا من النظرية القياسية للفيزياء الجزيئية.
وبفضل التطورات التكنولوجية والتجارب الضخمة في مجال الفيزياء، تمكن العلماء في عام 2012م من اكتشاف الجسيم المتوقع، والذي تم تأكيده من خلال التجارب التي أجريت في معمل سيرن الكبير لتسارع الهادرونات. وقد أسهم هذا الاكتشاف بشكل كبير في تأكيد صحة النظرية النمطية التي قدمها إنجلير وهيغز، وقد أثبتت هذه النظرية أنها خطوة هامة نحو فهمنا العميق لطبيعة الكون وتكوينه.
تجدر الإشارة إلى أن فرانسوا إنجلير كان يعمل في جامعة بروكسل في بلجيكا، حيث كان يعمل بجدية وإخلاص على تطوير النظريات الفيزيائية والبحث في مجال الفيزياء الجزيئية. وقد أظهرت هذه الجهود الجبارة ثمارها من خلال فوزه بجائزة نوبل في الفيزياء، والتي تعتبر تكريمًا لمساهمته الكبيرة في تقدم ميدان الفيزياء الحديثة وفهم أعمق لأسرار الكون.