كل ما تحتاجين معرفته عن الدورة الشهرية

الدورة الشهرية: في سؤال وجواب، اعرفي كل أسرارها وتحضّري لها

تعد الدورة الشهرية من أهم العمليات الفسيولوجية التي تمر بها المرأة شهريًا، وهي جزء طبيعي من حياتها يعكس الصحة العامة لجهازها التناسلي. ومع ذلك، ورغم أن هذه الظاهرة تحدث لكل امرأة، إلا أن هناك الكثير من الأسئلة والشكوك حولها. في هذا المقال، سنتناول الدورة الشهرية بشكل شامل وموسع، لتكوني على دراية تامة بكل ما يتعلق بها، من حيث الأسباب، والآثار الجسدية والنفسية، والطرق المختلفة للعناية بالجسم خلال هذه الفترة.

ما هي الدورة الشهرية؟

الدورة الشهرية هي سلسلة من التغيرات البيولوجية التي تحدث بشكل دوري في جسم المرأة، يتم خلالها استعداد الجسم للحمل، وفي حال عدم حدوث الحمل، تحدث عملية الطمث أو الدورة الشهرية، حيث يُطرد البويضة غير المخصبة وجدار الرحم المتراكم من الجسم عبر المهبل. تتراوح مدة الدورة الشهرية عادة بين 21 و 35 يومًا، بينما تتراوح مدة الطمث (أيام الحيض) بين 3 و 7 أيام في الغالب.

ما هي مكونات الدورة الشهرية؟

الدورة الشهرية تتألف من عدة مراحل:

1. المرحلة الحيضية (الطمث): هي المرحلة التي يتم فيها فقدان الدم الناتج عن انفصال البويضة غير المخصبة عن جدار الرحم. وتبدأ هذه المرحلة عادة في اليوم الأول من الدورة الشهرية وتستمر من 3 إلى 7 أيام.

2. المرحلة الجرابية: تبدأ بعد انتهاء الحيض مباشرة، حيث يبدأ الجسم في تحفيز نمو البويضة داخل المبيض. خلال هذه الفترة، يتم إفراز هرمون الإستروجين الذي يساعد في بناء جدار الرحم استعدادًا للحمل.

3. المرحلة الإباضية: تحدث في منتصف الدورة، حيث يتم تحرير البويضة من المبيض وتنتقل إلى قناة فالوب، وهي الفترة التي تكون فيها المرأة أكثر خصوبة.

4. المرحلة اللوتينية: تبدأ بعد الإباضة، حيث يتغير مستوى الهرمونات في الجسم استعدادًا لتخصيب البويضة أو استعداد الجسم للدخول في دورة جديدة إذا لم يحدث الحمل.

ما هي العوامل المؤثرة على الدورة الشهرية؟

تتأثر الدورة الشهرية بالعديد من العوامل، بعضها فسيولوجي والآخر بيئي أو نفسي:

1. الهرمونات: تلعب الهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون دورًا كبيرًا في تنظيم الدورة الشهرية. أي اختلال في توازن هذه الهرمونات يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في الدورة مثل اضطرابات الحيض أو غياب الدورة.

2. التغذية: النظام الغذائي المتوازن ضروري لصحة الدورة الشهرية. نقص بعض الفيتامينات والمعادن مثل الحديد، أو اتباع حميات قاسية قد يؤدي إلى اضطرابات في الدورة.

3. الضغوط النفسية: التوتر والقلق قد يسببان تأخيرًا أو انقطاعًا في الدورة الشهرية، حيث يؤثران على مراكز الدماغ المسؤولة عن تنظيم الهرمونات.

4. العوامل الوراثية: يمكن أن تلعب الجينات دورًا في تحديد مدى انتظام الدورة الشهرية ومدتها.

5. الأمراض المزمنة: بعض الأمراض مثل تكيس المبايض، السكري، أو اضطرابات الغدة الدرقية قد تؤثر على انتظام الدورة الشهرية.

6. الرياضة المفرطة: ممارسة الرياضة بشكل مفرط قد تؤدي إلى توقف الدورة الشهرية أو جعلها غير منتظمة.

ما هي الأعراض المصاحبة للدورة الشهرية؟

تواجه العديد من النساء أعراضًا قبل وأثناء الدورة الشهرية، تختلف شدتها من امرأة لأخرى، وقد تشمل:

1. الألم: يمكن أن يصاحب الدورة الشهرية آلامًا في أسفل البطن (ألم الحيض) نتيجة لتقلصات الرحم، وهو من الأعراض الشائعة.

2. التغيرات المزاجية: الاضطرابات العاطفية مثل الاكتئاب والقلق والتهيج قد تكون جزءًا من متلازمة ما قبل الدورة الشهرية (PMS).

3. التعب والإرهاق: العديد من النساء يشعرن بالإرهاق خلال الدورة الشهرية بسبب التغيرات الهرمونية، خاصة في الأيام الأولى للحيض.

4. التورم والانتفاخ: احتباس السوائل قد يؤدي إلى شعور بالتورم في أجزاء مختلفة من الجسم مثل البطن والثديين.

5. الصداع: التغيرات الهرمونية يمكن أن تسبب صداعًا أو migraines لدى بعض النساء.

6. التغيرات في الشهية: بعض النساء قد يواجهن زيادة في الشهية للطعام، خاصة للطعام الغني بالسكريات خلال الدورة الشهرية.

كيفية التعامل مع أعراض الدورة الشهرية؟

من المهم أن تتعرف المرأة على أفضل الطرق للتعامل مع الأعراض المصاحبة للدورة الشهرية. إليك بعض النصائح الفعّالة:

1. الراحة والنوم الجيد: الحصول على قسط كافٍ من النوم يساعد الجسم على التعافي ويخفف من الشعور بالتعب والإرهاق.

2. الرياضة الخفيفة: ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة مثل المشي أو اليوغا قد تساعد في تخفيف التقلصات وتحسين المزاج.

3. التغذية السليمة: تناول غذاء متوازن يحتوي على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة يساهم في تخفيف الأعراض. كما يفضل تقليل تناول الكافيين والملح.

4. الأدوية المسكنة: يمكن استخدام الأدوية المسكنة للألم مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول لتخفيف الألم الناتج عن التقلصات.

5. الكمادات الدافئة: وضع كمادات دافئة على منطقة أسفل البطن يمكن أن يساعد في تخفيف آلام التقلصات.

6. التقنيات الاسترخائية: مثل التأمل أو التنفس العميق، التي تساهم في تخفيف التوتر وتحسين المزاج.

هل يمكن أن تكون الدورة الشهرية غير منتظمة؟

نعم، قد تكون الدورة الشهرية غير منتظمة لعدة أسباب. تعتبر الدورة الشهرية غير منتظمة إذا كانت تأتي في فترات غير ثابتة أو إذا كانت أطول أو أقصر من المعتاد. من الأسباب الشائعة لذلك:

1. التغيرات الهرمونية: مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.

2. الضغوط النفسية: يمكن أن تؤثر الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب على انتظام الدورة.

3. فترة ما قبل انقطاع الطمث: النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث قد يعانين من تغييرات في الدورة الشهرية بسبب التغيرات الهرمونية.

4. استخدام وسائل منع الحمل: قد تؤثر وسائل منع الحمل الهرمونية على انتظام الدورة الشهرية.

5. السمنة أو فقدان الوزن الشديد: يؤثر الوزن على توازن الهرمونات في الجسم ويمكن أن يؤدي إلى عدم انتظام الدورة.

ماذا يجب أن تفعلين إذا تأخرت الدورة الشهرية؟

إذا تأخرت الدورة الشهرية عن موعدها المعتاد، قد يكون السبب في ذلك أحد العوامل التالية:

1. الحمل: أول شيء يجب أن تتأكد منه هو احتمال الحمل. يمكن أن يكون تأخر الدورة الشهرية هو أحد أول أعراض الحمل، لذا من المفيد إجراء اختبار الحمل المنزلي.

2. الضغوط النفسية: التوتر الزائد والضغوط العاطفية قد تؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية.

3. التغيرات في النظام الغذائي أو النشاط البدني: التغيرات المفاجئة في نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي قاسي أو ممارسة الرياضة بشكل مفرط، يمكن أن تؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية.

4. الحالات الطبية: مثل متلازمة تكيس المبايض أو اضطرابات الغدة الدرقية.

في حال استمرار تأخر الدورة الشهرية، من الأفضل استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد السبب.

متى يجب استشارة الطبيب؟

في بعض الحالات، قد تكون الدورة الشهرية غير المنتظمة أو الأعراض المرتبطة بها علامة على وجود مشكلة صحية تتطلب تدخلًا طبيًا. ينبغي عليك استشارة الطبيب إذا:

• كانت الدورة الشهرية غير منتظمة بشكل مستمر.

• كان هناك ألم شديد أو نزيف مفرط أثناء الحيض.

• تأخرت الدورة الشهرية لفترة طويلة دون سبب واضح.

• لاحظت تغييرات غير طبيعية في النزيف، مثل نزيف غير معتاد أو استمراره لفترات طويلة.

الختام

الدورة الشهرية هي جزء طبيعي من حياة المرأة، وفهم كيفية عملها وكيفية العناية بالجسم خلال هذه الفترة مهم جدًا للحفاظ على صحة المرأة العامة. من خلال اتخاذ بعض الخطوات البسيطة والاعتناء بالجسم، يمكن التخفيف من الأعراض المرتبطة بها وجعل هذه الفترة أقل إزعاجًا.