“افتتاح عقل الأمريكي: القوانين، الثقافة، والتاريخ”
في السنوات الأخيرة، شهدنا موجة من الكتب اليمينية التي تهاجم الجامعة المعاصرة. فالفكرة السائدة بين اليمينيين بأن مناهج الجامعات قد تم خطفها من قبل أساتذة جامعيين راديكاليين، هي مادة دسمة لدى المحافظين وقد دفعت إلى كتابة أكثر من كتاب أصبحت متصدرة لقوائم الكتب الأكثر مبيعاً. وحتى الآن، لم يكن هناك كتاب قوي ومتاح يستجيب بشكل شامل لجمهور واسع لهذه الانتقادات.
في “افتتاح عقل الأمريكي”، يتصدى لورنس و. ليفين، التاريخي الحائز على جائزة مكآرثور – الذي وصف عمله هنري لويس غيتس الابن بأنه “قراءة مطلوبة لكل من يهتم بالثقافة الأمريكية وتاريخها” – بالجدل بحجة قوية حول الجامعات، والتاريخ، والهوية الأمريكية.
يُظهر ليفين، في المقام الأول، أن الانتقادات اليمينية للجامعة هي على حد سواء خاطئة بشكل منهجي وجاهلة للتاريخ. فالقانون الذي يدعون أنه لا يمكن تغييره كان دائما شيئًا حيًا – يتحول مع السياسة والمجتمع في العصور. ففي فترة متأخرة من القرن التاسع عشر، كانت الأدبية نفسها التي يشتاق إليها المحافظون معتبرة ثانوية؛ حتى رئيس جامعة ييل حذر من مخاطر دراسة الأدب الإنجليزي أو الأمريكي. فمنهج الحضارة الغربية الذي يتهم الليبراليين من الستينات بتفكيكه كان متخلفا قبل أن يصبحوا أساتذة، وكان نتيجة برنامج حكومي بعد الحرب العالمية الأولى لضمان تدريس القيم الأمريكية في الجامعة، وليس نتيجة لاستفتاء محايد سياسيًا وتوافق.
مع التحليل الدقيق والسرد الممتع، يُظهر ليفين أن التحول الثقافي والتعليمي المتعدد الثقافات في الولايات المتحدة ليس نتيجة مؤامرة من قبل أساتذة جامعيين راديكاليين، بل هو انعكاس لديناميات التغيير الاجتماعي التي تتميز بها الولايات المتحدة – ويجب أن يُحتفى به. يُجادل ليفين بأن هجمات النقاد تستر على مخاوف أعمق من المجتمع المتعدد الثقافات – مخاوف لها علاقة بالقلق القديم بشأن الهجرة وفقدان الهوية الأمريكية. ويدافع ليفين عن صورة إيجابية للتغيير الاجتماعي ورؤية جديدة للهوية الأمريكية تكون شاملة وديمقراطية ومتطلعة.
“التعليم، التعليم العالي”
الناشر: بيكون برس
تاريخ النشر: سبتمبر 1996