“اعتراف بيلتداون: رواية” هو عنوان الكتاب الذي يتناول بجميع تفاصيله وأحداثه الروائية مسألة اكتشاف مزور للآثار يرتبط بـ بيلتداون في ساسكس عام 1911 على يد هواة أمثال تشارلز دوسون، الذي اكتشف أجزاءً من الحفريات تبدو وكأنها تقدم دليلاً لا يمكن إنكاره على أن الإنسان قد نشأ من القرود. في عام 1953، تبين أن هذا الاكتشاف كان مزيفًا، وقدمت الرواية مزيجًا مذهلاً من التوثيق التاريخي الدقيق والخيال الفني.
يقدم الكتاب نص “بشأن أمر Eoanthropus dawsoni”، وهي ذكريات تشارلز داوسون، مع حرص دقيق على التعليقات الملاحظة والصور والخرائط والرسوم التوضيحية التي تبرز كيف نجح هذا الأنثروبولوجي الإدواردي المتواضع في تحويل المؤيدين الأشدّ اعتزازًا بتفسيرات داروين إلى قرود.
تبرز من هذه الصفحات المحقونة قصة أظلم، حيث نتعرف على ما لم تخبرنا به الدراسات الصحفية المتشددة منذ ما يقارب قرن من الزمان عن مجموعة من المتطرفين الإنجيليين الذين لم يتوقفوا عند القتل لقمع دعم آراء داروين الهرطقة… عن الكاهن الشاب بيير تيارد دو شاردان، الذي أثار غضب أفراد الكنيسة بإيمانه بأن الله خلق كائنات قابلة للتطور… عن سير آرثر كونان دويل، الذي كانت أبحاثه واهتمامه بالروحانية قد دفعته للتحقيق في قضية بيلتداون بمفرده. تتصادم قوى التقدم والإيمان بشكل مثير للدهشة في إيدن إنجليزية ريفية حيث يمكن أن يؤدي اكتشاف أصل الإنسان إلى الموت المؤكد.
هل كان دوسون هو الجاني الحقيقي وراء مزوّر بيلتداون؟ لا يعرف إلا معلقه الحديث، وربما تكون هويته أعظم مزوّرة على الإطلاق.