اضطراب فرط الحركة عند الأطفال

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال: الأسباب والعلاج

يعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا بين الأطفال، حيث يؤثر بشكل كبير على قدرة الطفل في التركيز والتحكم في اندفاعاته. هذا الاضطراب يمكن أن يتسبب في تحديات كبيرة في المنزل، في المدرسة، وفي العلاقات الاجتماعية. في هذا المقال، سنتناول بشكل مفصل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، بداية من تعريفه، وصولاً إلى كيفية تشخيصه وعلاجه.

تعريف اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هو حالة طبية تؤثر على السلوك والعقل، حيث يعاني الأطفال المصابون به من صعوبة في التركيز، والنشاط المفرط، وصعوبة في التحكم في سلوكهم. تتضمن الأعراض الرئيسية لهذا الاضطراب:

1. تشتت الانتباه: صعوبة في التركيز على الأنشطة لفترات طويلة.
2. فرط النشاط: حركة مستمرة وصعوبة في البقاء ساكنًا.
3. الاندفاعية: اتخاذ قرارات دون التفكير في العواقب أو الحاجة للتصرف بسرعة دون انتظار دورهم.

أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

تظهر أعراض هذا الاضطراب غالبًا قبل سن 12، ويمكن أن تتفاوت من طفل لآخر، لكن الأعراض الأساسية تتضمن:

1. تشتت الانتباه:

   • عدم القدرة على إتمام المهام أو اتباع التعليمات.
   • صعوبة في تنظيم الأنشطة أو العمل الجماعي.
   • فقدان الأشياء بشكل متكرر.
   • ضعف القدرة على التركيز في الأنشطة التي تتطلب اهتمامًا طويلًا مثل القراءة أو الدراسة.

2. فرط النشاط:

   • شعور مستمر بالحركة أو الحاجة إلى التنقل.
   • صعوبة في البقاء جالسًا، خاصة في المواقف التي تتطلب الجلوس لفترات طويلة مثل في الفصل أو خلال العشاء.
   • التحدث بشكل مفرط أو التحرك بشكل مفاجئ ودون مبرر.

3. الاندفاعية:

   • الإجابة على الأسئلة قبل أن تُكتمل.
   • مقاطعة الآخرين بشكل متكرر أو التحدث في وقت غير مناسب.
   • اتخاذ قرارات دون تفكير مسبق أو التفكير في العواقب.

أسباب اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

على الرغم من أن السبب الدقيق لهذا الاضطراب غير معروف، إلا أن الأبحاث تشير إلى عدة عوامل محتملة يمكن أن تساهم في ظهوره:

1. العوامل الوراثية: يعتبر الوراثة عاملاً رئيسيًا في الإصابة بـ ADHD. إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب المقربين يعاني من الاضطراب، فإن الطفل يصبح أكثر عرضة للإصابة.
2. التغيرات الكيميائية في الدماغ: تشير بعض الدراسات إلى أن اضطرابًا في النظام الكيميائي للدماغ، خاصة في الناقلات العصبية مثل الدوبامين، قد يكون مرتبطًا بالاضطراب.
3. العوامل البيئية: يمكن أن تلعب العوامل البيئية مثل التدخين أو تعاطي المخدرات أثناء الحمل دورًا في الإصابة بهذا الاضطراب. كما أن التسمم بالرصاص أو الولادة المبكرة قد يزيد من خطر الإصابة.

كيفية تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

يعد تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أمرًا معقدًا، حيث يتطلب تقويمًا دقيقًا من قبل مختصين مثل الأطباء النفسيين أو أطباء الأطفال. يتم التشخيص بناءً على مجموعة من المعايير التي تشمل:

1. التاريخ الطبي: يشمل الاستفسار عن تاريخ الطفل الطبي والعائلي، بالإضافة إلى تطور السلوكيات.
2. التقييم النفسي والسلوكي: قد يُطلب من الأهل والمعلمين تقديم تقارير مفصلة عن سلوك الطفل في المنزل وفي المدرسة.
3. الفحوصات الطبية: يتم استبعاد أي أسباب طبية أخرى قد تؤثر على سلوك الطفل مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو مشكلات السمع.

العلاج والتعامل مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

تتعدد خيارات العلاج لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وتختلف حسب شدة الأعراض وتفاعل الطفل مع العلاج.

1. العلاج الدوائي:

   • تستخدم الأدوية المنشطة مثل الميثيلفينيديت (Ritalin) والأمفيتامينات لتحفيز النشاطات الكيميائية في الدماغ وتحسين التركيز.
   • في بعض الحالات، يمكن استخدام أدوية غير منشطة مثل أتوموكستين (Strattera) لعلاج الأعراض.

2. العلاج السلوكي:

   • يُعتبر العلاج السلوكي جزءًا أساسيًا من علاج ADHD. يتضمن تقنيات لتعليم الطفل كيفية التحكم في سلوكه وتنظيم وقت الدراسة.
   • يمكن أن يشمل العلاج السلوكي أيضًا العمل على تحسين المهارات الاجتماعية وتقديم الدعم النفسي للأطفال.

3. التوجيه الأسري:

   • تدريب الأهل على كيفية التعامل مع سلوكيات الطفل يمكن أن يكون له تأثير كبير في تحسين الوضع.
   • يشمل ذلك وضع استراتيجيات فعالة لتنظيم المنزل ومكافأة السلوكيات الإيجابية.

4. التعليم والدعم المدرسي:

   • يمكن أن يساعد التعليم المخصص للأطفال المصابين بـ ADHD على تحسين أدائهم في المدرسة. قد يتطلب الأمر تعديل أساليب التعليم لتتناسب مع احتياجات الطفل الخاصة.

نصائح للأهل في التعامل مع الأطفال المصابين بـ ADHD

1. وضع روتين يومي ثابت: يحتاج الطفل المصاب بـ ADHD إلى روتين منظم وواضح. يساعد ذلك في تقليل الفوضى وضمان الالتزام بالمهام اليومية.
2. التواصل الفعّال: من المهم أن يتواصل الأهل مع المعلمين والمختصين بشكل منتظم لتقييم تقدم الطفل وتكييف أساليب التعليم مع احتياجاته.
3. مكافأة السلوكيات الجيدة: ينبغي تعزيز السلوكيات الجيدة من خلال تقديم مكافآت صغيرة كالتشجيع أو الهدايا.
4. إعطاء الوقت الكافي للراحة: الأطفال المصابون بـ ADHD يحتاجون إلى فترات راحة منتظمة خلال اليوم. يمكن أن تساعد الراحة في تجنب التعب المفرط وتحسين القدرة على التركيز.

الخاتمة

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هو حالة تؤثر بشكل كبير على حياة الطفل اليومية، ولكن من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن للأطفال المصابين بهذا الاضطراب أن يعيشوا حياة مليئة بالنجاح. من الضروري أن يتم تقديم الدعم المناسب لهم من قبل الأهل والمدرسة والمهنيين الصحيين لتحسين نوعية حياتهم.