اضطرابات النوم: التحدث أثناء النوم

التحدث أثناء النوم هو اضطراب في النوم يُعرف علمياً باسم “التحدث في النوم” أو “النطق أثناء النوم”، ويعتبر ظاهرة شائعة تصيب الكثير من الأشخاص في مختلف الأعمار. يتميز هذا الاضطراب بالتحدث أو الصراخ أو القيام بحركات غير عادية أثناء النوم دون أن يكون الشخص مدركاً لذلك. يمكن أن يكون هذا النوع من السلوك النومي مزعجاً للشخص الذي يعاني منه وللأشخاص الآخرين الذين يشاركون الغرفة نفسها.

تعتمد شدة التحدث في النوم وتكراره على عدة عوامل، منها العمر، والجنس، والموروث الوراثي، والعوامل البيئية مثل التوتر والضغوط النفسية، وحالات الصحة النفسية والجسدية. يمكن أن يكون التحدث في النوم مرتبطًا أيضًا ببعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والتوتر والاكتئاب.

لمعالجة هذا الاضطراب، يمكن تجربة بعض الإجراءات البسيطة في المنزل مثل تحسين جودة النوم وتقليل التوتر قبل النوم، والابتعاد عن المثيرات المحتملة مثل المشروبات المنبهة والكافيين في فترة ما بعد الظهر، وضمان جو مناسب للنوم مثل ضبط درجة الحرارة والإضاءة في الغرفة. وفي حال استمرار المشكلة وتأثيرها على جودة الحياة اليومية، يجب استشارة الطبيب للحصول على تقييم دقيق واستشارة متخصصة.

تتنوع الحلول العلاجية لمشكلة التحدث أثناء النوم باختلاف حالة كل فرد، وتشمل العلاجات السلوكية والعلاج الدوائي في بعض الحالات الشديدة. توجد أيضًا تقنيات تنويم السلوك (Behavioral Therapy) والتدريب على الاسترخاء والتأمل والتدريب على تقنيات التنفس التي قد تساعد في تخفيف التوتر وتحسين جودة النوم وبالتالي تقليل حدوث التحدث في النوم.

الاضطرابات النومية مثل التحدث في النوم قد تكون لها تأثيرات سلبية على جودة الحياة اليومية للفرد وللأشخاص المحيطين به، فقد يؤدي التحدث أثناء النوم إلى اضطراب النوم لدى الشريك أو الزملاء في الغرفة، مما يؤثر على جودة نومهم ويسبب لهم التوتر والإرهاق في النهار.

يُعتبر التحدث في النوم في بعض الحالات عرضة للسخرية، لكن يجب ألا ننسى أنه اضطراب نومي قد يتطلب العناية الطبية والاهتمام. قد يؤدي تجاهله إلى تفاقم المشكلة وزيادة تكرار الحالات وتصاعد حدتها مع مرور الوقت.

التشخيص الدقيق لاضطرابات النوم يتطلب التقييم الطبي المتخصص من قبل الأطباء المختصين في النوم، والذين يستخدمون مجموعة من الأدوات والاختبارات لتحديد نوع وسبب الاضطراب النومي. من ثم، يمكن تقديم خطة علاجية ملائمة تشمل العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج الدوائي إذا كانت الحاجة ملحة.

بالإضافة إلى العلاجات التقليدية، يمكن أيضاً اللجوء إلى الطرق البديلة مثل العلاجات التكميلية والبدائل مثل العلاج بالروائح العطرية (الأروما تيرابي)، والتدريب على تقنيات التأمل والاسترخاء، والتمارين الرياضية المنتظمة التي تساعد في تهدئة الجسم والعقل قبل النوم.

في الختام، يجب على الأفراد الذين يعانون من أي اضطرابات نومية، بما في ذلك التحدث في النوم، أن يأخذوا هذه المشكلة بجدية ويطلبوا المساعدة الطبية عند الحاجة. إن السعي إلى حل المشكلة بشكل فعّال وفوري يمكن أن يؤدي إلى تحسين كبير في جودة الحياة والصحة العامة.