اصطدام طائرتين في أوربانا، أوهايو

في الثالث من مارس عام 1967، وتحديداً في تمام الساعة 11:54 صباحاً، وقعت واحدة من أكثر الكوارث المروعة في تاريخ الطيران المدني، عندما اصطدمت طائرة تابعة لشركة “ترانس وورلد إيرلاينز” (Trans World Airlines) بطائرة خاصة في سماء منطقة أوربانا بولاية أوهايو. كانت هذه الرحلة معرّضة للخطر منذ بدايتها، حيث كانت تقوم برحلة من بيتسبرغ إلى دايتون.

الطائرة الرئيسية كانت من طراز “دي سي-9” (DC-9-15)، وعلى متنها 26 شخصاً. وفيما كانت تسير بسرعة تقترب من 300 ميلاً في الساعة على ارتفاع منخفض، لم يتمكن طاقمها من رؤية وتجنب طائرة خفيفة من طراز “بيتشكرافت بارون-55” (Beechcraft Baron-55)، والتي كان على متنها شخص واحد. وقد أدى هذا الاصطدام المأساوي إلى مصرع جميع ركاب الطائرة الرئيسية والطائرة الخفيفة.

تبين في التحقيقات أن السرعة الزائدة للطائرة الرئيسية كانت واحدة من العوامل الرئيسية التي أدت إلى وقوع الحادث، حيث كانت تتحرك بسرعة تجاوزت الحدود المعقولة في الأجواء التي كانت تمتلئ بعدد كبير من الطائرات الصغيرة. كما كانت أنظمة التحكم الجوي في ذلك الوقت غير كافية لفصل حركة المرور المراقبة من غير المراقبة.

وفي أعقاب هذا الحادث المأساوي، فرضت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) قيوداً جديدة على السرعة، بحيث يجب أن لا تتجاوز 250 عقدة تحت مستوى البحر 10,000 قدم. تم اتخاذ هذا الإجراء لضمان سلامة الطيران ولتجنب وقوع حوادث مشابهة في المستقبل.

يظل هذا الحادث تذكيرًا مريرًا بأهمية الالتزام بقواعد الطيران والسلامة الجوية، وبضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث المأساوية في المستقبل.