في يوم الثامن عشر من يوليو عام 1967، وقعت واحدة من أكثر الكوارث المروعة في تاريخ الطيران الأمريكي على بعد مسافة قصيرة من مدينة هندرسونفيل في ولاية نورث كارولينا. كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة والدقيقة الواحدة صباحًا عندما حدث اصطدام جوي مأساوي بين طائرة بوينغ B-727 تابعة لشركة بيدمونت للطيران وطائرة خاصة من طراز سيسنا 310.
كانت الطائرة رقم 22 من بيدمونت للطيران تقوم برحلة من مطار أشفيل إلى مطار روانوك، وكانت في مرحلة صعودها عندما اصطدمت بطائرة سيسنا على ارتفاع يبلغ حوالي 6000 قدم، على بُعد حوالي 8 أميال من المطار.
بلغ عدد الأشخاص على متن الطائرة بوينغ B-727 79 راكبًا، ولقوا حتفهم جميعًا، بالإضافة إلى ثلاثة أشخاص على متن طائرة السيسنا. وقد تبين فيما بعد أن الطيار الذي كان يقود السيسنا قام بالانحراف عن مسار الرحلة الذي كان محددًا له بموجب تعليمات التحكم الجوي الآلي، مما أدى إلى وقوع هذا الاصطدام المروع.
كانت هناك بعض العوامل التي ساهمت في هذه الكارثة، بما في ذلك التوتر الناجم عن انتقال الرحلات وازدحام التردد على الأجهزة الراديوية لدى تلك الطائرتين، بالإضافة إلى نقص في الرادار الثانوي لتتبع حركة الطائرات في المنطقة.
من بين الضحايا كان جون تي. ماكنوتون، الذي كان مرشحًا لمنصب وزير البحرية، إلى جانب زوجته وابنه، وهذا ما جعل هذا الحادث يلقى بظلاله الثقيلة على البلاد بأسرها، لأنه لم يكن فقط كارثة جوية، بل كان أيضًا فاجعة شخصية لعائلة ماكنوتون.
تعتبر هذه الحادثة من بين الحوادث الجوية التي أسفرت عن فقدان العديد من الأرواح البريئة بسبب تقصير في الاتصالات الجوية وعدم الامتثال لتعليمات المراقبة الجوية، وستظل دائمًا تذكيرًا بأهمية الالتزام بالإجراءات الأمنية والتنسيق الجيد بين جميع الأطراف المتورطة في سلامة الطيران.