عندما نلقي نظرة عميقة في عظمة الكون، نجد أنه مليء بأسرار لا تنتهي وعجائب لا تُحصى. وفي هذا السياق الواسع للفضاء، نظرة الإنسان الفضولي تنير الطريق نحو اكتشافات جديدة وكواكب لا تُحصى تدور في أفق اللامنتهي.
من بين هذه الكواكب الساحرة، تبرز Kepler-790 b كجوهرة في سماء الليل. إنها عالم آخر تمامًا، يبعد عنا بمسافة تبلغ 2294 سنة ضوئية. يتلألأ هذا الجرم السماوي بسطوع فلكي قدره 15.534 نجمي، يُضيء كوكبنا الأرضي في الظلام الفضائي.
إذا كنا نتساءل عن طبيعة هذا العالم البعيد، فإن Kepler-790 b يُصنف ككوكب من نوع “نيبتوني المشابه”، وهو وصف يشير إلى تشابهه بكوكب نبتون في نظامنا الشمسي. تم اكتشافه في عام 2016، ما يعني أنه لم يمر وقت طويل منذ أن ألقى علينا هذا العالم الغامض نظرة من بعيد.
لكن ما يجعل Kepler-790 b حقًا مثيرًا للاهتمام هو الأرقام التي تميزه. إذا أخذنا في اعتبارنا الكتلة، نجد أنها تعادل 5.39 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة بالنسبة لمقاييسنا. وكما لو أن هذا لا يكفي، يظهر لنا نصف قطره الذي يعادل 2.18 مرة قطر الأرض، مما يضفي عليه حجمًا ضخمًا يلفت الانتباه.
وعندما نغوص في مداره المداري، نجد أن Kepler-790 b يتميز بمسافة دوران تبلغ 0.101 وحدة فلكية، ويحتاج إلى 0.037508555 يومًا لاكتمال دورته الشمسية. معامل الكتلة ونصف القطر، إلى جانب هذه العناصر الدورية، يجعلان من هذا العالم الفضائي محطة جذب للعديد من العلماء الفلكيين.
فيما يتعلق بطريقة اكتشاف Kepler-790 b، فإنه تم اكتشافه باستخدام طريقة العبور أو “الترانزيت”، حيث يتم رصد تغييرات في السطوع النجمي عندما يمر الكوكب أمام نجمه الأم. هذه الطريقة الدقيقة تسمح للعلماء بالكشف عن الكواكب البعيدة والتحقق من معلوماتها بدقة.
إن Kepler-790 b هو عالم يأخذنا في رحلة عبر الكون، يمزج بين الغموض والتحديات العلمية. إنه جزء من مسرحية لا نهائية تستمر في الكشف عن أسرار السماء، ويظل محطة فضائية مثيرة تستدعي العلماء والرواد الفضائيين إلى الاستكشاف المستمر.