في سماء الكون اللامتناهي تتناثر الكواكب بألوانها وأحجامها المتنوعة، ومن بين هذا السحر الفلكي يبرز كوكب Kepler-32 e كجوهرة لامعة في عرض السماء. يندرج هذا الكوكب ضمن فئة الكواكب العظمى، حيث يتميز بكونه “سوبر إيرث”، أو بمعنى آخر، كوكب عملاق يتجاوز في حجمه كوكب الأرض.
تبلغ المسافة بيننا وبين Kepler-32 e حوالي 1056.0 سنة ضوئية، مما يجعله كوكبًا نائيًا يحتل موقعًا بارزًا في نظامه الشمسي. ورغم بُعده الفلكي، يتلألأ هذا الكوكب في سماء الليل بسبب سطوع نجمه الأم، حيث يبلغ اللمعان الظاهري للنجم 16.36 درجة.
تم اكتشاف Kepler-32 e في سنة 2012، وهو إحدى الكواكب التي تمثل ألغازًا فلكية مثيرة للاهتمام. يعتبر الكوكب كجزء من تحقيقات مهمة في مجال الفلك والكواكب الخارجية، حيث تُظهر الدراسات المستمرة مدى تعقيد هياكلها وتشكيلاتها.
تأخذ الأبعاد الفيزيائية لـ Kepler-32 e أبعادًا استثنائية، إذ يتميز بكتلة تعادل 2.86 مرة كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا غامضًا يشد الأذهان إلى أسرار تكوينه وتطوره. يُلاحظ أيضًا قطره الذي يتجاوز قطر الأرض بمعامل يبلغ 1.5، مما يكسبه سماتًا جغرافية فريدة وجاذبية مميزة.
تدور Kepler-32 e حول نجمه بمسافة تقارب 0.033 وحدة فلكية، ويستغرق ذلك حوالي 0.007939767 سنة لاكتمال دورته الفلكية. يمتاز بتمركز دائري تقترب من الكمال، إذ تظهر الدورات الكوكبية بشكل متناسق ومنتظم، ما يعكس استقرارًا استثنائيًا في مداره.
رغم أن التشويش في مداره يبلغ صفر، إلا أن طريقة اكتشاف Kepler-32 e كانت من خلال طريقة العبور (Transit)، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم، ما يؤدي إلى تغيير في كمية الضوء التي نتلقاها على الأرض، وهو ما يتيح للعلماء فرصة فريدة لدراسة خصائص هذا العالم البعيد.
تمثل Kepler-32 e إضافة هامة إلى فهمنا للكواكب الخارجية وتنوعها، وتظل تحفة فلكية تستحق الاكتشاف والتأمل في أسرارها العليا. إنها نافذة نحو عوالم بعيدة تثير فضول الباحثين وتمنحنا رؤية أعماق الفضاء وغموضه.