في العمق السحيق للكون، حيث تتجول عقول الفلكيين والباحثين في أروقة السماء المرصعة بالنجوم، نجد نجمًا مميزًا يُدعى Kepler-261، يحمل في طياته أسرارًا فلكية مثيرة. إن Kepler-261 يتوسط اللامحدود من الفراغ، متواجدًا على بُعد يقدر بحوالي 1036.0 سنة ضوئية من الأرض، مما يضفي عليه طابعًا من الغموض والبعد البعيد.
وبينما يبدو هذا النجم مجرد نقطة براقة في السماء اللامتناهية، إلا أنه يحمل معه قصة كوكبين مثيرين يدعان Kepler-261 c و Kepler-261 d. يتميز Kepler-261 c بأنه من فئة الكواكب الضخمة الفائقة، التي تعرف بـ “Super Earths”، حيث يعبر عنها بتعقيد هائل وكتلة مضاعفة تبلغ حوالي 4.66 مرة كتلة الأرض. تتميز هذه العملاقة بشكل مثير بنصف قطر يزيد عن ضعف نصف قطر الأرض، مما يجعلها كوكبًا غامضًا وفريدًا في عالم الكواكب الخارجية.
تدور Kepler-261 c حول نجمه الأم، الذي يبرز بلمعان يبلغ 13.738 درجة من الحجم الظاهري، بفترة دوران قدرها 0.06735113 يومًا، وهو ما يعكس الزمن الذي يستغرقه للقيام بدورة كاملة حول نجمه. ورغم بساطة هذا الرقم، يكمن فيه أحد ألغاز هذا العالم الفلكي، إذ يشير إلى تعقيدات وقوانين الجاذبية التي تحكم تلك الرحلة الدورانية.
عندما نلقي نظرة أكثر عمقًا على Kepler-261 d، نجد أنه يشارك شقيقه Kepler-261 c في الغموض والتفرد. يظهر Kepler-261 d ككوكب عملاق بكتلة ضخمة ونصف قطر ضعف نصف قطر الأرض، مما يبرز تنوعًا لا يُضاهى في عالم الكواكب البعيدة.
تم اكتشاف هذا النظام الكوكبي المذهل في عام 2014، حيث استخدمت تقنية العبور “Transit” للكشف عن هذه الكواكب البعيدة. وبهذا يضاف Kepler-261 إلى قائمة النجوم الغنية بالعوالم السماوية الغامضة، مما يثير فضول العلماء والمهتمين على حد سواء حيال أسرار الكون وعجائبه.
إن Kepler-261 يمثل جزءًا من لغز السماء اللامحدودة، حيث تتشابك العناصر والقوانين لتخلق عوالم ذات جمال فلكي، وتظل تلك الأسرار محفوظة في غموض الفضاء البعيد.