في سماء اللامعة التي تمتد إلى أبعد الحدود، يتجلى لنا علم الفلك بأسراره الرهيبة، حيث يتوقف قلب الفضاء عند كواكب تعزف سيمفونياتها الساحرة. ننطلق في هذا الرحيل السحري إلى عالم Kepler-222 d، الكوكب الذي يتراقص على حدود الفضاء اللامتناهي، مشكلاً جزءًا من سيمفونية الكواكب السماوية.
في مستعرفات هذا العالم البعيد، يتألق Kepler-222 d بجاذبيته الساحرة، إذ يبعد عنا مسافة فلكية تصل إلى 2475.0 سنة ضوئية. يعزف هذا الكوكب دورًا مميزًا في تحفة الكون، حيث يظهر بوضوح في السماء برغم بُعده الشاسع.
تعكس سطوع النجم المضيء الذي يضيء سماء Kepler-222 d بمقدار 15.407 درجة نجمية، مدى الإشراق الذي يضفي على هذا العالم السماوي جاذبيةً خاصة. يتلألأ هذا الكوكب في سماءه البعيدة كشاعة من الأمل في لغة الفضاء التي لا تعرف الحدود.
عندما نتنقل إلى جوانب البنية والتكوين، نجد أن Kepler-222 d ينتمي إلى فئة الكواكب ذات الشبه بنبتون، حيث يتشابه في خصائصه الأساسية مع الزهرة الزرقاء الرائعة في نظامنا الشمسي. يكمن سر هذا التشابه في تركيبه الكيميائي والفيزيائي، الذي يرسم صورة فريدة ومبهجة في سجل الكواكب البعيدة.
تأتي لنا أخبار اكتشاف Kepler-222 d من سنة 2014، حينما كشفت أدق أجهزة الرصد الفلكية عن وجود هذا العالم الرائع. كان ذلك لحظة تاريخية في سجلات الفضاء، حيث تم توثيق وجود هذا الكوكب الساحر لأول مرة.
في ما يتعلق بالميزات الفيزيائية لـ Kepler-222 d، يتحلى هذا العالم بكتلة مضاعفة قدرها 13.2 مرة مقارنة بكتلة الأرض، مما يمنحه ثقلًا وجاذبيةً فريدة. تتوسع الأبعاد السماوية لهذا الكوكب أيضًا، إذ يبلغ نصف قطره 0.329 من نصف قطر المشتري، العملاق الغازي في عرش الكواكب.
لتكتمل سيمفونيته، يدور Kepler-222 d حول نجمه الأم بمسافة فلكية قدرها 0.18، ويستغرق فقط 0.07693361 من الزمن الذي يستغرقه الأرض لإكمال دورتها الشمسية. يميزه أيضًا انحراف دائري في مداره يبلغ صفر، ما يجعله كوكبًا مستقرًا في رقصته الفلكية الساحرة.
تمت مراقبة Kepler-222 d باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يتم قياس انخفاض في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه. هذه التقنية المتقدمة تفتح نوافذ الرؤية نحو أسرار الفضاء وتمكننا من استكشاف أبعد الحدود بدقة فائقة.
إن Kepler-222 d يشكل لغزًا جماليًا في ملحمة الكواكب، حيث يجمع بين عناصر الجاذبية والسحر بتناغم مثالي. إنه كوكب يعزف لحنًا فلكيًا فريدًا، يتراقص على إيقاع الكون، مما يجعله واحدًا من ألمع الجواهر السماوية في السماء اللامتناهية.