في إحدى أركان السماء، تبرز كوكب غامض يحمل اسم Kepler-196c، يشكل قطعة فريدة في ملحمة الكون المتلألئ بأسراره وجماله. يعود اكتشاف هذا الكوكب البعيد إلى عام 2014، حيث تسلل إلى عالمنا العلمي بتألق فائق، معلنًا عن وجوده بفضل المهمة الفضائية Kepler التي تم تنفيذها بنجاح.
بالنظر إلى الإحداثيات الفلكية، يتوسط Kepler-196c مسافة فلكية تبلغ 1472.0 سنة ضوئية، ورغم بعده الفلكي الهائل، ينطلق ضوء نجمه المضيء بشدة بلمعان يصل إلى 14.239 درجة. يعتبر هذا اللمعان إشارة للحياة الفلكية النشطة في هذا الجزء البعيد من الكون، حيث تتداخل القوى الفيزيائية والظواهر الفلكية لتشكل لوحة فنية فريدة.
عندما نتجول في خصائص Kepler-196c، نجد أنه يتميز بتصنيف يشبه كواكب المشتري، إذ يعتبر من الأكوان الشبيهة بنبتون. تبرز خصائصه بشكل لافت، حيث يتمتع بضعف كتلة الأرض بمعامل يصل إلى 5.65 مضاعفات، مما يضفي عليه وزنًا فلكيًا يلهم العقول البشرية بالتفكير في مدى تنوع الكواكب في الكون.
أما بالنسبة للأبعاد، يظهر Kepler-196c بأبعاد مليئة بالغموض، إذ يمتلك نصف قطر يعادل 0.2 مضاعفات من نصف قطر المشتري، ما يمنحه سماتٍ فريدة تستحق التأمل والاستكشاف العلمي. وفي عالم الفضاء، يعتبر هذا الاختلاف في الأحجام جزءًا من لغز كوني يحمل الكثير من الأسرار.
تتألق حياة Kepler-196c في مداره الذي يتسم بالدقة والانتظام، إذ يحيط به في مسار دائري يبلغ نصف قطره 0.24 وحدة فلكية. يستمر هذا الكوكب في رحلته حول نجمه الأم بفترة دوران تبلغ 0.12977414 سنة، تضفي على الفضاء المحيط به رونقًا فلكيًا مميزًا.
تأتي لنا هذه الروائع الفلكية عبر تقنية الكشف باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يتم استنتاج وجود الكوكب عن طريق قياس تغييرات في اللمعان النجمي نتيجة لعبور الكوكب أمام نجمه. هذه الطريقة الدقيقة تفتح أبواب الاكتشاف الفلكي بشكل جديد، مما يسهم في توسيع آفاق الفهم البشري لأسرار الكون اللامتناهي.
وهكذا، يتألق Kepler-196c في سماء الكون كجوهرة ثمينة، تستحق الدراسة والاستكشاف العلمي. تمثل هذه الاكتشافات البعيدة جزءًا من جهود البشر في فهم غموض الكون والكشف عن أسراره، فتظل الكواكب البعيدة محط إعجاب وتساؤل الإنسان الباحث الذي يتطلع نحو النجوم بشغف وفضول.