في إحدى الزوايا البعيدة للكون، تتلألأ نجمة صغيرة ذات لمعان خافتة، وفي هذا الفضاء اللامتناهي تنسجم رقصة الكواكب حولها، ومن بين هذه الكواكب تبرز Kepler-1830 b ككوكب يثير الدهشة ويشد انتباه المستكشفين الفضائيين. تعد Kepler-1830 b إحدى الكواكب البعيدة والغامضة التي تتجاوز حدود نظامنا الشمسي، فتحمل في طياتها أسرارًا لا تُكشف إلا ببطء أمام عيون الباحثين الفضائيين.
يبلغ المسافة التي تفصل بين Kepler-1830 b ونجمها الأم نحو 3448.0 سنة ضوئية، ما يجعلها تتخذ موقعًا بعيدًا جدًا في فضاء الكواكب. تزيد من غموض هذا العالم البعيد تفاصيله الفلكية، إذ يظهر نجمها الأم بلمعان يصل إلى 13.605 درجة من درجات السطوع النجمي. هذا اللمعان الخافت يضيء سماء Kepler-1830 b بلون يحمل قصة الكواكب الباردة والنيبتونية.
تنتمي Kepler-1830 b إلى فئة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون، حيث تتشابه في خصائصها مع العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. تم اكتشاف هذا العالم الساحر في سماء الفضاء في عام 2021، ومنذ ذلك الحين، يعتبر جوها السميك وسطوعها الخافت جاذبًا لاهتمام المستكشفين.
من الناحية الفيزيائية، تكشف Kepler-1830 b عن وجود أسرار أخرى، حيث يُقدر معامل كتلتها بنسبة 11.1 مقارنة بالكتلة الأرضية. يعكس هذا الرقم تفوقًا كبيرًا يجعل من Kepler-1830 b كوكبًا ذا كتلة هائلة تشد الأنظار.
أما بالنسبة لحجمها، فتكون Kepler-1830 b أصغر من كوكب المشتري بمعامل يبلغ 0.297، وتزيد هذه النسبة عند مقارنتها بحجم الأرض. تعكس هذه الخصائص المتنوعة تنوع الكواكب في الفضاء، حيث يتراوح الحجم والكتلة بينها بشكل مدهش.
تدور Kepler-1830 b حول نجمها الأم على مسافة تُقدر بنسبة 0.3259 من المسافة الشمسية، وتحتاج إلى زمن دورة يبلغ 0.15468857 عامًا لاستكمال مدارها الدوري. يلاحظ أن حركتها حول النجم تتميز بانتظام، حيث يكمن سر هذا الانسجام في الصفات الفلكية الدقيقة لحركة Kepler-1830 b في مدارها الفضائي.
تظهر Kepler-1830 b بمسار دائم ومتسم بالانتظام في فضاء الكواكب، وقد تم اكتشافها باستخدام طريقة العبور أمام النجم (Transit)، وهي تقنية تتيح للعلماء رصد الكواكب عن طريق قياس الانخفاض المؤقت في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه. تلك التقنية الدقيقة تفتح أمام العلماء نافذة إلى عوالم بعيدة وتجسد مساهمة فعّالة في استكشاف الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
إن Kepler-1830 b تعتبر رمزًا للغموض والتنوع الذي يحمله الفضاء اللامتناهي، حيث تتكشف أمامنا قصة هذا الكوكب البعيد عندما يلتقي الفضاء بالمعرفة البشرية والتكنولوجيا المتقدمة.