في أعماق السماء، حيث يتجول العيون البشرية وتتسارع الأفكار نحو أبعد نقاط الكون، تبرز كوكب جديد يحمل اسمًا مذهلًا: Kepler-1786 b. يتألق هذا الكوكب في بُعد يبلغ 2818.0 سنة ضوئية عن الأرض، يتربع في فضاء لا يُدركه إلا عقول الباحثين وعشّاق الفضاء.
تتسم هذه الكوكبة بجاذبيتها الفريدة، فهي من نوع “نبتوني المشابه”، يعكس جمالها الخلاب جوانب كواكب المشتري العظيمة. ما يجعل Kepler-1786 b أكثر جاذبية هو سطوعه الذي يتلألأ في السماء بشكل لافت، حيث يُقدر تألقه بـ 14.088 نجمية. إنه تجسيد للسحر الكوني الذي يدفعنا إلى استكشاف أعماق الفضاء والتأمل في أسراره اللامتناهية.
تم اكتشاف هذا الكوكب الساحر في عام 2021، عندما توجهت أنظار العلماء إلى السماء بتحليق أجهزة الرصد الحديثة. وقد أضاءت نتائج البحث الضوء على جمال وتنوع الكواكب الموجودة في هذا الكون الواسع.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية لهذا الكوكب الفريد، يتميز Kepler-1786 b بكتلة تزيد عن كتلة الأرض بمعامل يبلغ 10.1 مرة، مما يمنحه وزنًا فائق الثقل. وإذا كانت الكتلة تعكس قوة الجاذبية الكونية، فإن الشكل يأتي ليُلهمنا بقطر يعادل 0.282 قطرًا جوبيتيريًا. إنها أرقام تعكس التباين الرائع في تركيب هذا العالم السماوي.
تدور Kepler-1786 b حول نجمها الأم بشكل متميز، حيث يبلغ شعاع المدار 0.3659 وفترة الدوران الإلكتروني 0.21492128 يومًا، وتظهر نسبة التمدد صفرية، مما يشير إلى استقرار فائق في حركتها. اكتشافها كان بواسطة طريقة العبور، حيث يعبر الكوكب أمام نجمه، ما يؤدي إلى انخفاض ضوءه ويسهل على العلماء التعرف على وجوده.
في ختام هذه الرحلة الفضائية إلى عالم Kepler-1786 b، يظهر الفضاء كممر للمعرفة والإلهام، حيث يتواصل البشر مع عجائب الكون بحثًا عن أسراره. يظل هذا الكوكب، مع كل معلوماته الفريدة، جزءًا لا يتجزأ من مسيرتنا نحو استكشاف أعماق الفضاء وفهم ألغازه اللامتناهية.