عندما نغوص في أعماق السماء ونتأمل عجائب الكون، نجد أن هناك عوالمًا أخرى تتناثر في أفق الفضاء اللامتناهي، تحمل في طياتها أسرارًا لا تعد ولا تحصى. إحدى هذه العوالم الساحرة هي كوكب Kepler-152 c، الذي يظهر في سماء الليل كنجم يزين اللوحة الفلكية بألوانه وجماله الفريد.
يتمتع كوكب Kepler-152 c بموقع فريد في سماء الفضاء، حيث يبلغ مسافته عنا حوالي 1439.0 سنة ضوئية. يعتبر هذا الكوكب جزءًا من الفصيلة النجمية التي تتلألأ بقزحية اللامعة، ويتميز بسطوعه الفائق الذي يصل إلى 14.379 درجة في مقياس السطوع النجمي.
تأخذنا رحلتنا في اكتشاف هذا العالم البعيد إلى عام 2014، حيث تم اكتشاف Kepler-152 c في تلك الفترة البارزة من قبل العلماء الذين يسعون لفهم أسرار الكواكب البعيدة وتكوينها. وقد كان اكتشافه لحظة مفصلية في تاريخ استكشاف الفضاء، فقد فتحت أمامنا أبواب الفهم العميق لتنوع الأنظمة الكونية.
عندما نتنقل إلى خصائص Kepler-152 c، نجد أنه يندرج تحت فئة الكواكب الشبيهة بنبتون، حيث يشترك في سماته مع العمالقة الغازية في نظامنا الشمسي. يتسم هذا الكوكب بمعامل كتلة يبلغ 6.3 مرات معامل كتلة الأرض، مما يعكس القوى الجاذبية الهائلة التي تتحكم فيه وتجذب كتلته نحو مركزه.
وفي عالم الأحجام، يبرز Kepler-152 c بشكل استثنائي، إذ يبلغ نصف قطره 0.213 مضاعفًا لنصف قطر المشتري، مما يجعله كوكبًا يتسم بالضخامة والجاذبية الفائقة. يعكس هذا الاختلاف في الأحجام التنوع الرائع للكواكب وتكويناتها في الفضاء الخارجي.
لا نستطيع أن نتجاهل حركة Kepler-152 c حول نجمه الأم، إذ يتجاوز مداره الشمسي بنسبة 0.356 مضاعفًا لمدار الأرض، مما يجلب له دورات سنوية متسارعة وفصولا فضائية متنوعة. فتلك الرقصة المتناغمة للكواكب حول نجومها تشكل سيمفونية فضائية تأسر الخيال.
وكما لو أن الطبيعة تلعب دورها في هذه السيمفونية، فإن Kepler-152 c يظهر بمدار خالٍ من التشوهات الكبيرة، حيث يبلغ التشوه المداري نسبة صفر تمامًا. يكمن اكتمال الدورة حول نجمه في تناغم تام، كما لو كانت الطبيعة قد خططت لهذا الرقص السماوي المتألق.
وفي ما يتعلق بوسيلة الكشف، تم اكتشاف Kepler-152 c باستخدام أسلوب العبور أو ما يعرف بطريقة الكشف عبر العبور، حيث يرصد العلماء تغيرات طفيفة في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمامه. تلك التقنية الحساسة أسهمت بشكل كبير في فتح أفق جديد من أفق الاستكشاف الفضائي.
إن Kepler-152 c ليس مجرد كوكب بل عالم فريد يستدعي الفضول والتساؤلات، وهو جزء من مجموعة الكواكب التي تتلألأ في السماء كنجوم فاتنة، تروي قصة لا تنتهي عن جمال وتعقيد الكون اللامتناهي.