في العمق السحيق للسماء، حيث يتجاوب الكون بألحان الكواكب والنجوم، نثرت الإنسانية أفكارها وجهودها لاستكشاف الفضاء ومعرفة أسرار الكواكب البعيدة. ومن بين هذه الكواكب التي تلف حول نجمها بأناقة فائقة، نجد Kepler-1503 b، هذا الكوكب الذي يحمل في طياته العديد من الخصائص الفريدة والمثيرة.
يقع Kepler-1503 b على بُعد غير مألوف يبلغ حوالي 3998.0 سنة ضوئية عنا، في إحدى الأقاليم البعيدة من عريضة الكون. يتلألأ نجمه الأم، الذي يتسم بلمعان يبلغ 15.892 درجة، كجوهرة ثمينة في عتمة الليل. يندرج Kepler-1503 b ضمن فئة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون، حيث يتميز بصفات جذابة تجعله يبرز بين نظرائه.
تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في سماء الكون في عام 2016، حيث ألقى العلماء نظرة فائقة الدقة إلى أعماق الفضاء لاكتشاف هذا الجسم السماوي الفريد. وما يجعل Kepler-1503 b أكثر إثارة هو تنوعه في السمات الفيزيائية، فإنه يتمتع بمعامل كتلة يبلغ 5.77 مرة مقارنة بالأرض، مما يضفي عليه طابعاً فريداً وشخصية ملفتة في عائلة الكواكب.
إذا كانت الكتلة تعكس الوزن الظاهري للكوكب، فإن نصف قطره المبالغ فيه يصل إلى 0.203 من نصف قطر المشتري، العملاق الغازي في جوارنا. يعكس هذا التباين في الأحجام جاذبية Kepler-1503 b ويضفي عليه طابعاً فريداً يشد الانتباه ويشع بسحره في سماء الكون.
تدور Kepler-1503 b حول نجمه الأم على مسافة تبلغ 0.3771 وحدة فلكية، حيث يكمل دورته حول نجمه في زمن قدره 0.26338124 يوم، ما يمنحه إيقاعاً فريداً وسريعاً في رحلته اللامتناهية حول مصدر الحياة الذي يمده بالضوء والحرارة. يظهر Kepler-1503 b بشكل بديع في مداره الذي يتسم بالدوران الدائم حول نجمه، مما يجعله نموذجاً فريداً في تنوع الأجرام السماوية.
وفي عملية الاكتشاف والتحليل، استُخدمت طريقة العبور لرصد Kepler-1503 b. هذه الطريقة المعتمدة على تحليل التفاوتات في السطوع عند عبور الكوكب أمام نجمه، قدمت للعلماء فهماً عميقاً للخصائص الفيزيائية والحركية لهذا العالم السماوي.
بهذه الطريقة، يظهر Kepler-1503 b كلوحة فنية في السماء، تروي حكاية الفضاء وتمنحنا نافذة نحو أسرار الكون اللامتناهي، محملاً بجاذبيته وتفرد طابعه في عرض الكواكب السماوية.