عندما نتسلح بعبارة فضائية لاستكشاف إحدى الكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي، نجد أن هناك عالمًا آخر يتكون من تفاصيل لا تنتهي، وكأننا نتجول في متحف فضائي يحتفظ بكل جزء صغير من أسرار الكون. أحد هذه الأجسام الفلكية الساحرة هو كوكب Kepler-1476 b، الذي يبعد عنا بمسافة تبلغ حوالي 3271.0 سنة ضوئية.
يتألق Kepler-1476 b في سماء الكون بلمعان متفرد، إذ يبلغ مقدار اللمعان النجمي لهذا الكوكب حوالي 15.574، ما يضفي عليه مظهرًا ساحرًا يخطف الأبصار في أعماق الفلك.
وما يجعل Kepler-1476 b يثير الدهشة هو أنه ينتمي إلى فئة الكواكب الفائقة الأرضية، حيث يتمتع بخصائص تجعله يتفوق على كوكبنا الأرض بشكل مذهل. ففي عام اكتشافه الساحر عام 2016، أُظهرت لنا تفاصيله المثيرة، إذ يبلغ ضعف كتلته مقارنةً بالأرض، حيث يبلغ ضريبة الكتلة 3.43 مرات تلك الخاصة بكوكبنا الأزرق.
ولكن ليس الكتلة هي العنصر الوحيد الذي يجعل Kepler-1476 b مميزًا، بل إن لديه نصف قطر يفوق الأرض، إذ يتمتع بضريبة نصف قطر بلغت 1.67 مرة تلك الخاصة بكوكبنا. هذا يمنحه شكلاً استثنائيًا، يلفت الأنظار في عروض الكواكب السماوية.
يندرج Kepler-1476 b في مداره السماوي بأناقة فائقة، إذ يتحرك حول نجمه الأم بنصف قطر مداري يبلغ 0.0932، ما يمنحه مكانة فريدة في نظامه الفلكي. ولا يمكن تجاهل فترة دورانه الشاقة، حيث يتجاوز الكوكب دورته حول نجمه بزمن يعادل حوالي 0.028473647 من السنة الأرضية.
رغم كل هذا التميز، يظل Kepler-1476 b عالقًا في حركته التدورية بدقة تامة، حيث يكتسب فترة دورانه الاستثنائية بمسار بيضاوي ولكن بدرجة انحراف تقترب من الصفر، مما يضفي عليه استقراراً فريدًا في عالم الكواكب البعيدة.
تم اكتشاف Kepler-1476 b بواسطة طريقة العبور (Transit)، حيث يتم رصد التغييرات في اللمعان النجمي عندما يمر الكوكب أمام نجمه الأم. هذا الاكتشاف الرائع يفتح أمامنا نافذة جديدة لفهم أعماق الكون وتنوع الكواكب التي قد تكون موطنًا لظروف حياة فريدة.
في نهاية المطاف، يظل Kepler-1476 b شاهدًا على روعة الكون، يروي لنا حكاية فريدة عن الطبائعة السماوية، ويثير فينا الفضول لاستكشاف المزيد من أسرار الكواكب والفضاء اللامتناهي.