في أعماق السماء اللامعة، يتألق الكوكب Kepler-142c ببريق لا يقاوم، فهو جزء من عالم الكواكب البعيدة والغامضة التي تثير فضول الإنسان وتأخذه في رحلة استكشافية لا تنتهي. يعد Kepler-142c إحدى المعجزات الفلكية، حيث يتميز بخصائص فريدة تجعله محط اهتمام العلماء والمحبين لعلوم الفضاء.
يتمتع Kepler-142c بموقعه البعيد عنا، حيث يقع على بعد حوالي 1790 سنة ضوئية عن الأرض، مما يجعله يندرج ضمن قائمة الكواكب البعيدة التي تشكل تحديًا لاكتشافها واستكشاف خباياها. يظهر في السماء بلمعان يصعب تفسيره، إذ يبلغ التألق النجمي له حوالي 13.277 درجة، ما يضفي عليه طابعًا فريدًا يمزج بين السحر والغموض.
من الناحية الفيزيائية، يعتبر Kepler-142c كوكبًا من نوع “نبتوني”، حيث يشبه في خصائصه الكوكب نبتون الذي يدور في نظامنا الشمسي. يتميز Kepler-142c بكتلة تعادل 8.55 مرة كتلة الأرض، مما يجعله ينتمي إلى فئة الكواكب العملاقة. ولكن هذا ليس كل شيء، فالكتلة تقاس بالنسبة للأرض، وبهذا يظهر الكوكب بأبعاد مدهشة تتجاوز فهمنا للكواكب المشابهة.
أما عن قطره، فيبلغ ضعف وربع قطر كوكب المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. وهذا يضيف للغموض والإثارة حيث يتجلى الكوكب بأبعاد تجعله يتناقض ما بين الصغر والعظمة في عالم الكواكب البعيدة.
يستكشف علماء الفضاء هذا العالم المدهش باستمرار، وقد تم اكتشاف Kepler-142c في عام 2014 من خلال استخدام أسلوب العبور أو العبور أمام النجم، حيث يتم قياس انخفاض ضوء النجم عندما يمر الكوكب أمامه، وهو الأسلوب الذي يساهم في كشف أسرار هذا العالم البعيد.
تعتبر فترة الدوران حول نجمه لدى Kepler-142c قصيرة ومثيرة، حيث يحتاج الكوكب فقط إلى حوالي 0.013141684 يومًا لاكتمال دورته الشمسية. تلك الرحلة السريعة حول نجمه تعكس الديناميات الفلكية الفريدة لهذا العالم.
وكما يبدو، يتميز Kepler-142c بدوران مداري منتظم حيث يبلغ الانحراف عن المدار المستقيم 0.0، مما يضفي عليه استقراراً وتنظيماً في حركته حول النجم.
في الختام، يشكل كوكب Kepler-142c لغزًا فلكيًا يثير العقول ويفتح أفقًا جديدًا لفهمنا لعظمة الكواكب وتنوعها. إن استمرار جهود الاستكشاف والبحث في عوالم الفضاء البعيدة سيسهم في إلقاء المزيد من الضوء على أسرار الكواكب وتكوينها، وقد تظهر لنا مفاجآت لا يمكن تصورها في هذا الكون الواسع والغامض.