عندما نلقي نظرة على السماء اللامعة في ليلة هادئة، قد نجد أنفسنا نتأمل الكواكب البعيدة والأنظمة النجمية الباهرة. ومن بين هذا العالم الفسيح والغامر بالألغاز، يبرز كوكب Kepler-1406 b بألوانه الفريدة والتي تجعله نقطة متألقة في عنان السماء.
يقع Kepler-1406 b على بُعد يبلغ حوالي 1867 سنة ضوء منا، ويتلألأ في الظلام بلمعان يصل إلى 13.39 درجة من السطوع النجمي. إنه كوكب من نوع “سوبر أرض”، حيث تتجلى جاذبيته الفائقة وأحجامه الملحوظة بين الكواكب التي نعرفها.
تم اكتشاف Kepler-1406 b في عام 2016، عندما ألقى عليه العلماء نظرة فاحصة باستخدام طريقة العبور الكوني، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم ويُحجب جزءًا من الضوء. هذه الطريقة الدقيقة للكشف عن الكواكب تكشف عن أسرار الكون وتمهد الطريق لفهم أعماق الفضاء.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية لهذا العالم الساحر، يتمتع Kepler-1406 b بكتلة تضاعفت 1.37 مرة مقارنةً بكتلة الأرض، مما يجعله ينتمي إلى فئة الكواكب ذات الكتل الكبيرة. وبالمثل، يتمتع بقطر يُضاعف 1.1 مرة مقارنةً بقطر الأرض، ما يعزز من تميزه بين أقرانه الكواكبية.
تتميز مدارات Kepler-1406 b بتنوعها، إذ تكمن على بُعد يبلغ 0.0987 وتتسم بفترة دوران قصيرة تبلغ حوالي 0.03175907 من السنة الأرضية. ورغم عدم وجود تغيّر كبير في شكل المدار، إلا أن هذا الكوكب يبرز بأسلوبه الفريد في التحرك حول نجمه.
ما يُثير الدهشة هو عدم وجود تموجات في المدار، إذ تظهر الدراسات أن الكوكب يتبع مداراً دائرياً بشكل لافت، ما يعزز التصورات العلمية حول هيكله الفيزيائي وتكوينه الكوني.
في النهاية، يعكس اكتشاف Kepler-1406 b إلى حد كبير تقدمنا في مجال الفلك، ويمثل نافذة مذهلة تفتح أمامنا لاستكشاف المزيد من أسرار الفضاء اللامعة، حيث يتربع هذا الكوكب كنجم آخر في عرش الكواكب المليئة بالغموض والجمال.