في العمق السحيق للفضاء، وعلى بُعد يصل إلى 218.0 سنة ضوئية من كوكب الأرض، تتألق كوكب Kepler-138 e كنجمٍ ثانٍ في عتمة اللامكان. يندرج هذا الكوكب في صنف الكواكب الصخرية، حيث يحمل على سطحه الصلب والجبال الرابضة في صميمه. اكتشف هذا العالم الساحر في عام 2022، عندما فتحت الأبصار الفضائية نوافذها على أسرار الكون وكشفت لنا عن هذا الكوكب الجديد.
يتسم Kepler-138 e بخصائص فريدة تضيف رونقاً خاصاً إلى ملامحه الكونية. إن كتلته البالغة 0.43 مضاعفة لكتلة الأرض، تجعله عالماً خفيف الوزن مقارنة بكواكب النظام الشمسي الذين يتمتعون بكتل أثقل. ورغم صغر حجمه بالمقارنة مع الأرض، إلا أن قطره الذي يبلغ 0.797 مضاعفة لقطر الأرض يكشف عن سحر تكوينه الفريد وهياكله الجيولوجية المبتكرة.
يندرج Kepler-138 e في رحاب نظام نجمي يضفي عليه جاذبية خاصة، فقد اكتشف بفضل تقنية اكتشاف الانتقالات الزمنية، حيث يعتمد العلماء على تفاوت في توقيت مرور الكواكب أمام نجمها لقياس وتحليل خصائصها. وبفضل هذا الأسلوب الدقيق، تم التعرف على Kepler-138 e كوجهة فريدة في عالم الكواكب الخارجية.
تتميز مدارات Kepler-138 e بطبيعتها الدائرية بنسبة ميل قدرها 0.1803، مما يجعلها أكثر استقرارًا في حركتها حول نجمها المشع. ومع فترة دوران تبلغ 0.1045859 من الأرضية، ينقض Kepler-138 e عبر الفضاء بأناقة فائقة، يرقص في رقصة محمومة حول النجم الذي يسلط عليه الضوء.
تضيء Kepler-138 e في سماءه اللامعة بلمعان يقدر بـ 13.04 من الكتلة الشمسية، ما يمنحه وهجاً فريداً ويعكس سحر الفضاء في أعظم لحظاته. يأخذ هذا اللمعان الساحر الرائع العقول في رحلة استكشافية عبر أبعاد لا نهائية من الكون.
في نهاية المطاف، يظل Kepler-138 e كوكباً غامضاً يحمل في طياته الكثير من الأسرار التي تنتظر أن يكشفها لنا العلماء في رحلاتهم المستمرة إلى أعماق الكون. إنه عالمٌ فريد يتألق في فلك اللامكان، يروي قصة خلابة عن تكوين الكواكب وجماليات الفضاء اللانهائي.