في الأعماق السحيقة للسماء، تتلألأ نجمة Kepler-1345 ببريقها، وعلى بُعد يصل إلى 4420 سنة ضوئية تقريباً، يكمن عالم غامض يُعرف باسم Kepler-1345 b. هذا الكوكب، الذي تم اكتشافه في سنة 2016، ينتمي إلى فئة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون، حيث يتمتع بسمات فريدة تجعله نجمًا في سماء الفضاء العميق.
يتسم Kepler-1345 b بكتلة فائقة، إذ يبلغ معامل كتلته 6.17 مرة مقارنةً بالكرة الزرقاء، أي الأرض. هذا يجعله كوكبًا ثقيلاً بشكل لا يُصدق، يجذب الانتباه بقوته الجاذبية الهائلة. ولكن حجمه المريب يظهر بوضوح عندما نأخذ في اعتبارنا قطره الذي يعادل 0.211 مرة قطر المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. هذا الصغر الظاهري يجسد تناقضاً غامضًا بين كتلته الهائلة وحجمه النسبي.
لا تقتصر روعة Kepler-1345 b على حجمه وكتلته فقط، بل تمتد إلى مداره المذهل حول نجمه الأم. يتوسط الكوكب الفضاء على بُعد يبلغ 0.2638 وحدة فلكية تقريباً، ويستغرق حوالي 0.12210814 سنة لاكتمال دورته الفلكية الواحدة. هذا يضيف للقصة الفلكية لهذا الكوكب لمسة من التعقيد والتنوع، حيث يتحرك في مداره بأناقة في عرض الكون.
من اللافت للنظر أيضًا أن Kepler-1345 b يبرز بسبب اكتماله الفلكي بدقة فائقة، حيث يظهر أن تمدده المداري يقترب من الدائري تمامًا، حيث يبلغ التحول في الشكل المداري (الاستدارة) قرابة الصفر. يعني ذلك أن مداره يميل إلى أن يكون دائريًا بشكل لافت، مما يضيف لتميزه بين الكواكب الأخرى.
على صعيد الاكتشاف، تم رصد Kepler-1345 b باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث قام الباحثون بمراقبة تغيرات في السطوع النجمي عندما يعبر الكوكب أمام وجه النجم. هذه التقنية الدقيقة سمحت للعلماء بالكشف عن وجود هذا العالم الغامض والغني بالتفاصيل في أعماق الفضاء.
بهذه الطريقة، يظهر Kepler-1345 b ككوكب فريد يقدم لنا نافذة إلى تنوع الأكوان، حيث تتداخل العوالم الغامضة بأسرارها وتحفز فضول الإنسان نحو استكشاف أعماق السماء وما وراءها، مكرسًا قصة جديدة في سفرنا المستمر إلى أبعد حدود الكون.