استكشاف Kepler-1329 b: جمال الفضاء

في نطاق الفضاء اللامتناهي وبين النجوم المتلألئة في سماء الكون، تبرز كواكب تروي قصصاً فلكية رائعة تتنوع في تكوينها وخصائصها. تلك الكواكب، ومن بينها كوكب Kepler-1329 b، تأخذنا في رحلة مذهلة إلى أبعد نقاط الفضاء، حيث تكمن أسرار لا يمكن إدراكها إلا بوساطة التكنولوجيا الفلكية الحديثة.

تمتلك Kepler-1329 b سحراً لا يُضاهى، إذ تقع على بعد 1918.0 سنة ضوئية من الأرض، ما يجعلها تبعث الدهشة في قلوب علماء الفلك والمهتمين بالكواكب البعيدة. لكن السحر لا يكمن فقط في المسافة، بل يتجلى أيضاً في الخصائص الفريدة التي تميزها.

إن السطوع النجمي لـ Kepler-1329 يصل إلى 15.958، ما يجعلها نجماً ضوئياً يتلألأ في سماءها ببريق استثنائي. وبينما يظهر هذا النجم كنقطة بارزة في سماء المراقبين الأرضيين، يكمن لديهم القدرة على اكتشاف الكواكب التي تدور حوله، وكان Kepler-1329 b من بين تلك الكواكب الساحرة التي تم اكتشافها في عام 2016.

تتميز Kepler-1329 b بتصنيفها ككوكب من نوع “نبتوني”، مشابهة إلى حد كبير لكوكب نبتون في نظامنا الشمسي. ومع ذلك، تتميز هذه الكوكبة بمواصفاتها الفريدة، حيث يتضح أن لديها ضعف كتلة الأرض، بل ويصل إلى 5.35 مرات كتلتها. ولتسليط الضوء على حجمها، يُقارن نصف قطر Kepler-1329 b بنصف قطر الأرض، ويظهر أنه يبلغ 2.17 مرة حجم الأرض، مما يمنحها شكلاً فريداً وتكويناً لامعاً في سماء نظامها الشمسي.

تدور Kepler-1329 b حول نجمها الأم بمسافة تبلغ 0.0747 وحدة فلكية، وتستغرق فقط 0.025462013 يوماً لاكتمال دورتها المدارية، مما يشير إلى وجود نظام فلكي دقيق ومنظم. وفي عالم الفلك، يعتبر الكشف عن الكواكب عبر طريقة العبور (Transit) وسيلة قيمة لاكتشاف ودراسة الكواكب البعيدة، وكانت هذه الطريقة وسيلة اكتشاف Kepler-1329 b، حيث تمكن العلماء من قياس تأثير انتقالها أمام نجمها الأم.

رغم بعدها وتنوع خصائصها، إلا أن Kepler-1329 b تتحد مع الكواكب الأخرى في الكون لتروي لنا قصة الخلق والتطور. إنها لوحة فلكية تستحق الاستكشاف والتأمل، وتشكل جزءاً لا يتجزأ من اللغز الكبير والرائع الذي يعرف باسم الكون.