في سماء اللانهاية، حيث يتسارع الزمن ببطء متناهي وتتناثر نجوم الكواكب كألماسات لامعة في قماش الليل، نجد أنفسنا أمام إحدى عجائب الكون، كوكب يدعى Kepler-1276 b. إنه عالم غامض وجميل يتوسط الفضاء بأناقة فائقة، ينبعث منه تألق لامع يستقطب أنظار المستكشفين الفضائيين والمتخصصين في علم الفلك.
تمت اكتشاف Kepler-1276 b في عام 2016، وكانت لحظة استثنائية في سجلات الفلك، حيث أظهرت الدراسات الأولية أن هذا الكوكب ينتمي إلى فئة “Super Earth”، ما يعني أنه يمتلك خصائص تجعله يتجاوز الأرض بشكل ملحوظ في الحجم والكتلة. تأتي تلك المعلومات القيمة كقطعة من اللغز التي تلهم العقول البشرية لاستكشاف أعماقها وفهم غموضها.
تبلغ مسافة Kepler-1276 b عنا حوالي 1757.0 سنة ضوئية، ما يجعلها بعيدة عنا في عمق الكون، وتنبعث منها إشارات ضوء تمثل رسائل من الزمن البعيد، تحمل في طياتها أسراراً لم نكن نعلمها من قبل.
تأتي السطوع النجمي لـ Kepler-1276 b بقيمة قدرها 12.992، وهي تفاصيل تميز هذا الكوكب عن غيره من العوالم الفضائية. اللمعان الخافت يعكس جوانباً من جماله الخاص، ورغم أنه قد يكون غامضاً في الظلام الفضائي، إلا أنه يترك انطباعاً لا يمكن نسيانه في قلوب المحترفين في مجال الفلك.
يُعد Kepler-1276 b أيضاً جسراً بين الماضي والحاضر، حيث يُظهر لنا الكوكب مقاييس متعددة تعكس تنوعه الفريد. تضاعف كتلته بمعامل يبلغ 1.81 مقارنة بالأرض، مما يجسد قوة جاذبيته الفائقة وتأثيره على الجاذبية السطحية للكوكب.
بالإضافة إلى ذلك، يُعد Kepler-1276 b كوكبًا بديلًا للأرض من حيث الأبعاد، حيث يكون نصف قطره أكبر بمعامل 1.19 من نصف قطر الأرض. هذا التنوع في الأحجام والأبعاد يفتح أفقًا جديدًا لفهم التكوين الكوني والظواهر الفلكية التي قد تكون غريبة بالنسبة لنا.
تحيط Kepler-1276 b بمدار دائري متواصل، حيث يكمل دورته حول نجمه بفترة تبلغ 0.034496922 سنة، ويرافق ذلك انخراف بسيط في مساره المداري بلغت قيمته 0.0، ما يجسد الاستقرار والانسجام الذي يعيشه هذا العالم في رقصته المتألقة في فضاء الكون.
تم استخدام أسلوب العبور (Transit) لاكتشاف Kepler-1276 b، وهو الأسلوب الذي يعتمد على رصد تغيرات في السطوع النجمي عند مرور الكوكب أمام نجمه الأم، مما يكشف لنا عن وجوده وملامحه الفريدة في السماء.
في النهاية، يتحول Kepler-1276 b إلى أكثر من مجرد كوكب في الفضاء، بل إلى رمز للفضول البشري ورغبتهم الدائمة في استكشاف أغوار الكون. إنه عالم مليء بالغموض والجمال، يستحق أن يكون محط اهتمام الباحثين والعلماء الذين يتسابقون لفهم أسراره والتعرف على كل جوانبه الفريدة في عرض الكون اللامتناهي.