في أعماق السماء اللامتناهية تتوسع الكون ليكشف لنا عن أسراره وعجائبه، ومن بين تلك العجائب تبرز كواكب تصبح نجومًا متلألئة في سماء الليل، ومن بين هذه العوالم البعيدة يظهر لنا كوكب Kepler-1131 b بكل مجده وغموضه.
يقع Kepler-1131 b على بعد ثلاثة آلاف وثلاثمائة واثنان وستون سنة ضوئية منا، ورغم بُعد هذا العالم السماوي إلا أنه يستمر في إغناء عقول العلماء والباحثين بسردوده الفريدة. يظهر هذا الكوكب البعيد في سماء المجرة كنجمة براقة بسطوع يبلغ 15.01 درجة مغناطيسية، وهو يندرج تحت فئة الكواكب الضخمة المعروفة باسم “سوبر إيرث”.
اكتشف Kepler-1131 b في عام 2016 عبر تقنية العبور الكوكبي، وكان هذا الاكتشاف حدثًا مميزًا يزيد من ثروة المعرفة حول الكواكب خارج نظامنا الشمسي. تبلغ كتلة Kepler-1131 b ضعف وخمسين مرة مقارنةً بكتلة الأرض، حيث يُقدر معامل الكتلة بحوالي 3.15 مضاعفات. وإن كبر حجمه لا يُعدُّ فقط في تكوينه الفيزيائي، بل أيضا في شعاعه، حيث يبلغ شعاع هذا العملاق الفضائي نحو 1.59 مرة من شعاع الأرض.
يتجلى تميز Kepler-1131 b أكثر عند التحديق في مداره الفلكي الفريد، إذ يدور حول نجمه الأم بشكل مثير للدهشة. يبلغ شعاع المدار حوالي 0.0459 وحدة فلكية، ويستغرق هذا الكوكب العملاق نحو 0.009582478 سنة لاكتمال دورته الشمسية الواحدة. ومع أن التمايل في مداره يساوي صفر، إلا أن الكون يحتفظ دائما بلمسات فنية غامضة.
تميز Kepler-1131 b لا يقتصر على سماته الفيزيائية فقط، بل يتعداها إلى طريقة اكتشافه الغريبة. تم رصد هذا الكوكب البعيد باستخدام طريقة العبور الكوكبي، حيث يمر أمام نجمه الأم، مما يسبب انخفاضًا طفيفًا في سطوع النجم. هذا الانخفاض يكون إشارة قوية تدل على وجود كوكب يعبر أمام نجمه.
في الختام، يظل Kepler-1131 b كوكبًا يثير الفضول والتساؤلات، حيث تتداخل فيه العلوم الكونية مع سحر الفضاء اللامتناهي، مما يجعله لوحة فنية فريدة تندمج فيها عظمة الكون مع حساسية الاكتشاف البشري.