في نطاقات اللانهاية للكون، حيث تتلألأ النجوم بألوانها الساحرة وترقص الكواكب حولها، نجد عالمًا غامضًا يُدعى K2-389 b، هذا الكوكب الذي يشكل جزءًا من سماءنا الليلية الفسيحة. يظهر K2-389 b في بُعدٍ يصل إلى 846.0 سنة ضوئية عنا، كما يتألق بوميض نجمه الأم بسطوع يبلغ 11.827 درجة، مما يمنحه مظهرًا لافتًا في عتمة الفضاء.
يندرج K2-389 b تحت فئة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون، حيث يتميز بسماته الفريدة التي تجعله يختلف عن غيره من الأجرام السماوية. تم اكتشاف هذا الكوكب الغامض في سنة 2022، حينما ألقت التكنولوجيا الفضائية نظرة عن كثب على تلك النجوم البعيدة، مكشفة عن أسرار لا تعد ولا تحصى في عالم الكواكب الخارجية.
ما يميز K2-389 b أكثر هو كتلته الفائقة، إذ يتسم بضعف تقريبي يبلغ 5.41 مرة متعلقة بكتلة الأرض، مما يجعله واحدًا من العمالقة الغازية في عالمنا السماوي. ولكن ليس فقط كتلته تجعله فريدًا، بل أيضًا نصف قطره الذي يبلغ تقريبًا 2.184 مرة نصف قطر الأرض، مما يمنحه حجمًا هائلًا يبرز في سماء مجرتنا.
يعيش K2-389 b في مدار فضائي يظل على مرمى حجر منا، حيث يُعتبر فترة دورانه البالغة 0.023545519 يومًا الرقم السحري الذي يحدد سرعة تحليقه حول نجمه الأم. رغم أن الكوكب لا يتمتع بتمدد في مداره، إلا أنه يتسم بدورته القصيرة والمثيرة في هذا الفضاء اللامتناهي.
تكتنز هذه الكوكبة السماوية بجاذبيتها المذهلة، إذ تجمع بين الغموض والجمال في تفاصيلها الفلكية. على الرغم من أننا لا نزال نجهل الكثير حول الخصائص البيئية لـ K2-389 b، إلا أن اكتشافه يمثل خطوة جديدة نحو فهم أعماق الكون وتفاصيل حكايات الكواكب التي تدور حول النجوم في ليلنا اللامتناهي.