على بُعد يتجاوز 347 سنة ضوئية من الأرض، تتوسط نجم HIP 41378 نظامًا شمسيًا مدهشًا يتألف من عدة كواكب، ومن بين هذه الكواكب تبرز HIP 41378 c، التي تشكل جزءًا مهمًا من هذا الكوكبة الفلكية الرائعة. تم اكتشاف هذا العالم السماوي المذهل في عام 2016 من قِبل علماء الفلك الذين كانوا يستخدمون أسلحةهم المتقدمة في فحص السماء.
تتميز HIP 41378 c بخصائص فريدة ومثيرة للاهتمام تجعلها تبرز بين سواها من الكواكب. تتمثل المسافة بين هذا العالم السماوي ونجمه HIP 41378 في مسافة تبلغ 347 سنة ضوئية، وهو ما يعكس البُعد الكبير الذي يفصل بيننا وبين هذا النظام الشمسي البعيد. يبلغ سطوع النجم الأم HIP 41378 حوالي 8.93 درجة، مما يضيء السماء بنوره الخافت والساحر.
تظهر HIP 41378 c ككوكب من نوع نبتوني، حيث تشترك في العديد من الخصائص مع كوكب نبتون الذي يحل ضيفًا في نظامنا الشمسي. يُعزى الشبه الكبير بين هاتين الكواكب إلى الخصائص الفيزيائية، مثل الكتلة والقطر. إذ تبلغ الكتلة المُضاعفة لـHIP 41378 c نحو 7.08 مرات كتلة الأرض، مما يجسد وزنها الضخم في هذا النظام البعيد. أما القطر المُضاعف لها، فيتناسب بنسبة 0.228 مع قطر كوكب المشتري في نظامنا الشمسي.
تتحدث الأرقام عن المسافة التي تحيا فيها HIP 41378 c حول نجمها الأم، إذ يظل الشكل الدائري لمدارها غير محدد بسبب قيم “nan” المُعينة للمسافة المدارية. ورغم أن الفترة المدارية لها قصيرة جدا، إذ تبلغ حوالي 0.08678987 سنة، فإن تلك الفترة تضفي على الكوكب سحرًا خاصًا في رقصه حول نجمه.
لا تتبع HIP 41378 c مدارًا بعيدًا عن الدورة المستقيمة، حيث يظهر أن الكوكب يتمتع بدورة مدارية قريبة من الدورة المعتدلة. تعتمد طريقة الكشف عنها على ظاهرة العبور (Transit)، حيث يمر الكوكب أمام نجمه، مما يتسبب في تغيير طفيف في السطوع يمكن رصده من قبل الرصد الفلكي الدقيق.
إن HIP 41378 c تشكل نقطة ساطعة في سماء نظامها الشمسي، مكملةً للتنوع الفلكي الذي يزخر به الكون. وعلى الرغم من بُعدها، يظل اكتشاف هذا الكوكب واحدًا من اللحظات المثيرة في رحلة الإنسان لفهم أسرار الكون وغموض الكواكب التي تدور في سماء لا نهاية لها.