في سماء اللامنتهى، حيث تتداخل ألوان الكواكب وتتناثر أشعة النجوم، تبرز HD 159868 b كواحدة من تلك الكواكب البعيدة التي تروي قصة الكون بأبعادها الفلكية الرائعة. تتألق هذه الكوكب العملاقة في سماء كوكبنا، تحمل على ظهرها أسراراً وخبايا لا تعد ولا تحصى، تمزج بين الغموض والجمال في رقصة فلكية لا تتكرر.
تقع HD 159868 b على بُعد يصل إلى 182.0 سنة ضوئية منا، وتظهر في السماء بوميض باهر بدرجة ضياء تبلغ 7.24 درجة نجومية، مما يجعلها واحدة من الظواهر الساطعة في سماء الليل. تتبختر هذه العملاقة الغازية في فصيلة الكواكب العملاقة، حيث يتألق جمالها بفضل تشكيلها المدهش وتكوينها الذي يجسد فن الطبيعة في أبهى صوره.
اكتشفت HD 159868 b في عام 2006، في لحظة تاريخية شهدتها عدسات التلسكوبات الفضائية، حينما كشفت عن وجود هذا العملاق الغامض الذي يحمل في طياته أسرار الكون البعيد. تميز هذا الاكتشاف بتقنية السرعة الشعاعية، حيث كانت الكواكب ترقص في رقصة الجاذبية أمام عيون الباحثين، كاشفة عن وجود هذا العالم الساحر بين نجوم الليل.
تتسم HD 159868 b بأبعاد كونية فريدة، إذ يبلغ ضعف كتلتها مقارنةً بكتلة المشتري، يمثل ذلك تحدياً لفهمنا لطبيعة هذه العمالقة الغازية وتكوينها. يتسم قطرها بتعدد الأوجه، إذ يبلغ ضعف قطر المشتري، وهو ما يمنحها ملامح فريدة وجاذبية لا تقاوم.
تدور HD 159868 b حول نجمها الأم بمدار يبلغ 2.32 وحدة فلكية، يرافقها في رقصها الفلكي الساحر الذي يمتد على مدى فترة دوران تبلغ 3.2 أيام. تتجلى روعة هذا الرقص في الاقتراب والابتعاد الذي يخلق تناغماً فريداً يعكس قوانين الجاذبية الساحرة.
تزين HD 159868 b بخصوصية إضافية من خلال انحناءها الخفيف، حيث تتسم مدارها ببيانات ذات تفاصيل دقيقة، حين يكون الابتعاد عن الدوران المستقيم بنسبة 0.02، ما يعزز من تفردها وجاذبيتها الفلكية.
تمت مراقبة هذا العالم البعيد باستخدام تقنيات الكشف بالسرعة الشعاعية، حيث أظهرت هذه الأساليب قدرتها على تحديد تفاصيل تراكبية تعكس حركة الكواكب بمهارة، مما أكسبنا رؤية أوسع وأعمق في أسرار هذا العالم الغامض.
بهذا الشكل، تكتمل قصة HD 159868 b، الكوكب العملاق الذي يحمل في جعبته ألغازاً تستدعي الفضول والبحث المستمر، وتجعلنا نتساءل عن المزيد من أسرار الكون وروائعه اللامتناهية.