في سماء الكون اللامتناهي تبرز نجمة تُعرف بـ HATS-5، وهي تحمل في حضنها عالمًا خفيًا يثير الدهشة والإعجاب. تمت اكتشاف هذا العالم الساحر في عام 2014، حينما كانت عيون الباحثين تتجه نحو أعماق السماء بحثًا عن أسرار لا تُكشف إلا لمن يتأملون في جمال الكون.
يُعرف HATS-5 b بكونه “عملاقًا غازيًا”، حيث يتميز بنوعه الفريد والمثير للتساؤلات. يبلغ بُعد هذا العالم الرائع ما يقدر بـ 804 وحدة فلكية عن الأرض، مما يجعله يتأرجح في الفضاء بين النجوم بأبعاد تُذهل العقول.
تتلألأ نجمة HATS-5 بلمعان ساطع يبلغ تقديره 12.598 درجة في المقدار المطلق للسطوع. إن هذا اللمعان يعكس جمالية الكون وتعقيداته، حيث يتسلل اللون الأصفر الفاتح لهذه النجمة إلى الليل، مضيئًا لنا طريقنا في عالم الظلام.
أما HATS-5 b، الكوكب العملاق، فهو ينحني أمامنا بأبعاد تجعلنا نتساءل عن سر قوانين الجاذبية وتأثيراتها العجيبة. إذ يحمل هذا العملاق الغازي كتلة تعادل 0.237 من كتلة المشتري، مما يجعله يتأرجح بين الخفة والثقل في سماء هذا النظام الشمسي البعيد.
وكما يُعبِّر الاسم، يتميز HATS-5 b بشكله الدائري والمثير للدهشة. يبلغ نصف قطره 0.912 مرة من نصف قطر المشتري، مما يضيء لنا الطريق إلى عوالم غير مألوفة وجديدة تنتظر اكتشافاتنا.
على بُعد يُحدد بنسبة 0.0542 من المسافة الفاصلة بين الأرض والشمس، يتراقص HATS-5 b حول نجمه بسرعة ملحوظة، إذ يبلغ فترة مداره 0.013141684 يومًا، ما يجعله يتأرجح في رقصة فلكية تتحدى الزمن والمسافات.
وكأسرار الكون لا تنتهي، تظهر لنا لمحة من التفرد في مدار HATS-5 b، حيث يبلغ تمدد مداره 0.02، ما يُلقي بظلال الغموض على كيفية تكون وتطور هذا العالم الفريد في أحضان هذا النظام الشمسي.
تم اكتشاف HATS-5 b باستخدام أسلوب العبور (Transit)، الذي يعتمد على مراقبة الانحناءات الطفيفة في سطح النجمة عند مرور الكوكب أمامها، مما يكشف للعلماء عن وجود هذا العالم البعيد ويمهد الطريق لاستكشافات أعماق الفضاء.
في ختام هذا السرد الفلكي، يظهر HATS-5 b كلوحة فنية تاريخية في ملحمة الكون، مشيرًا إلى أن لدينا الكثير لنفهمه ونستكشفه في تلك الأفق البعيدة حيث يرقد هذا العملاق الغازي وسط أسرار لا تعد ولا تحصى تنتظر الكشف.