في إحدى الزوايا البعيدة من الفضاء اللامتناهي يرقد كوكب جديد يحمل اسم “HATS-43 b”. إنه عالم غامض وبعيد يبعد عنا بمسافة تبلغ 1182.0 سنة ضوئية، ورغم بعده الشاسع، يظهر بوضوح ضمن سماء الليل كنجمة براقة بتوهج قدره 13.562 درجة، تسلط الضوء على أسراره الكونية.
تتسم HATS-43 b بطابع فريد يميزها في عالم الكواكب الخارجية. إنها عملاقة غازية من النوع الذي يبهر العقول ويشد الأنظار. تتجلى قوة جاذبيتها الهائلة في كتلتها، إذ يُقدر وزنها بنسبة 0.261 مرة من كتلة المشتري. إنها كوكب ثقيل يسيطر بثقله على مجريات الفضاء حوله.
تم اكتشاف HATS-43 b في عام 2018، في لحظة فارقة حيث انفتحت أمام علماء الفلك نافذة جديدة إلى أسرار السماء. استُخدمت طريقة الكشف بالعبور للكواكب لرصد هذا العملاق الغازي، حيث تلاحظ تغيرات طفيفة في سطوع النجم المضيء عندما يعبر الكوكب أمامه، مما أتاح للعلماء فهم المزيد عن تكوينه وخصائصه.
تتميز HATS-43 b بأبعاد تضخمية، إذ يصل نصف قطرها إلى 1.18 مرة من نصف قطر المشتري، مما يجعلها تتسم بحجم استثنائي يلفت الأنظار. وتدور حول نجمها الأم، HATS-43، على بعد يُقدر بـ 0.04944 وحدة فلكية، مكملة دورتها في زمن قدره 0.012046544 سنة، ما يجعل لكل لحظة في حياة هذا الكوكب رقصة فنية مدهشة في سماءه.
تكمن إحدى ألغاز HATS-43 b في شكل مدارها، حيث تظهر درجة الانحراف المائل لمدارها بنسبة 0.17، ما يضيف للتحديات التي تواجه علماء الفلك في فهم حركتها ودينامياتها بشكل كامل.
إن HATS-43 b تشكل نقطة ساطعة في كوكبتنا الفضائية، حيث يعمل العلماء على استكشاف أغوارها السحرية والتعرف على أسرارها الكونية، مما يمنحنا نافذة جديدة لفهم الكواكب الخارجية وما تخبئه من أسرار وتحديات مثيرة تنتظر الكشف عنها في رحلتنا المستمرة إلى أعماق الفضاء اللامتناهي.