عندما نلقي نظرة على عجائب السماء، نجد أن الكون يعج بالكواكب والأجرام السماوية الذين يروّجون لقصص مليئة بالغموض والإثارة. واحدة من هذه الكواكب الرائعة التي تستحق الاهتمام هي HAT-P-34 b، والتي تعد جزءًا من العالم الفلكي الذي يفتح لنا نافذة إلى أسرار الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
تقع HAT-P-34 b على بُعد يقدر بحوالي 813 سنة ضوئية عنا، ورغم بعدها الكبير، إلا أن سطوع النجم الذي تدور حوله، الذي يُقدر بحوالي 10.403 مقدار نجومي، يسهم في جعلها واحدة من الكواكب الملفتة للاهتمام. تتميز HAT-P-34 b بأنها عملاقة غازية، تنتمي إلى فئة الكواكب العملاقة ذات الغلاف الغازي، مثل كثير من رفاقها في الفضاء اللامتناهي.
تم اكتشاف HAT-P-34 b في عام 2011، ومنذ ذلك الحين أصبحت نجمة الأبحاث والدراسات الفلكية. تأتي هذه الاكتشافات المبهرة لتثبت لنا مدى تطور قدراتنا في استكشاف أبعد الزوايا في الكون، حيث يشهد الفضاء على أسرار لم تكشف بعد.
عند التفكير في الخصائص الفيزيائية لـ HAT-P-34 b، نجد أنها تحمل مضاعف كتلة يبلغ حوالي 3.33 مرة من كتلة المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. ولكن ليس هذا هو الجانب الوحيد الذي يجعلها فريدة، بل يأتي حجمها الذي يعادل تقريبًا 1.197 مرة قطر المشتري، مما يجعلها تندرج ضمن فئة الكواكب العملاقة الصغيرة.
تدور HAT-P-34 b حول نجمها الأم بمسافة تبلغ حوالي 0.06774 وحدة فلكية، ويستغرق مدارها حوالي 0.015058179 يومًا لاكتمال دورته حول النجم. إضافة إلى ذلك، تظهر تلك الكوكبة منحنى زمني ذو تشابك، حيث تشير النسبة البالغة 0.43 إلى التحولات الكوكبية المعقدة والمثيرة.
أسلوب اكتشاف HAT-P-34 b كان عبر طريقة العبور أو “Transit”، حيث يُلاحظ تغير في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق يسمح للعلماء بجمع البيانات المهمة حول الكواكب البعيدة وخصائصها بدقة لافتة.
باختصار، HAT-P-34 b تعتبر جوهرة فلكية تضيء سماء الكون بألوان الغموض والتحدي. اكتشافاتها وخصائصها تفتح أمامنا أفقًا جديدًا لاستكشاف أسرار الفضاء اللامتناهي، مما يزيد من إثراء رصيد الإنسان بالمعرفة والتفاعل مع عجائب الكون.