عند النظر إلى الكواكب المستعرة خارج نظامنا الشمسي، يظهر لنا عالم غني بالتنوع والغموض، ومن بين هذه الكواكب الملتقطة في عدسة الاهتمام البشرية تبرز HAT-P-24 b، الكوكب العملاق الغازي الذي يستحوذ على اهتمام الباحثين في ميدان علم الفلك. يتمتع HAT-P-24 b بمواصفات فريدة وخصائص فلكية تجعله يبرز بين جيرانه في السماء الليلية.
تحدق نحو HAT-P-24 b على بعد يبلغ حوالي 1355 سنة ضوئية من الأرض، ويتميز بسطوع نجمه الأم، حيث يبلغ اللمعان الظاهر له حوالي 11.762 قدر ظاهري. هذا الكوكب، الذي يعتبر من نوع “Gas Giant” أو العملاق الغازي، يشكل لغزاً فلكياً يثير فضول العلماء والهواة على حد سواء.
تم اكتشاف HAT-P-24 b في عام 2010، وكانت وسيلة الاكتشاف هي ظاهرة عبور الكوكب أمام نجمه الأم، والمعروفة باسم “Transit”. هذا الاكتشاف يفتح أمام العلماء نافذة جديدة لفهم تكوين هذا العملاق الغازي ومعرفة المزيد عن خصائصه الفيزيائية والكيميائية.
ما يميز HAT-P-24 b أيضاً هو العلاقة بين كتلته وكتلة المشتري، حيث يبلغ مضاعف الكتلة مقارنةً بالمشتري حوالي 0.75، مما يجعله يندرج ضمن فئة الكواكب ذات الكتلة المنخفضة مقارنةً بالعمالقة الغازية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يظهر HAT-P-24 b بحجم متفوق حيث يصل نصف قطره إلى 1.3 مرة من نصف قطر المشتري.
تتميز مدارية HAT-P-24 b أيضاً بخصائص فريدة، حيث يكمن في مسافته البعيدة عن نجمه الأم، حيث يبلغ نصف قطر المدار حوالي 0.04651 وفترة الدوران حوالي 0.009308693 سنة، ويتسم المدار بالشكل البيضاوي بدرجة انحراف تبلغ حوالي 0.07، ما يجعل تحليل حركته حول نجمه مهمة معقدة ومثيرة للاستكشاف.
تلخص HAT-P-24 b في حقيقة مجموعة من الألغاز والتحديات الفلكية، حيث يعتبر جسراً بين العالم المألوف للمشتري في نظامنا الشمسي وبين العوالم البعيدة التي تظهر لنا من خلال تلسكوباتنا المتطورة. يبقى هذا الكوكب العملاق الغازي موضوع دراسة دقيقة ومستمرة، ويمثل نافذة نحو فهم أعماق الفضاء وأسراره اللامحدودة.